المقالات

مبردة السيد احمد


جواد الماجدي

سيد احمد يمتهن احدى المهن الذي اتى بها الانفتاح على العالم بعد سقوط الدكتاتورية، التغيير الذي في العراق جلب لنا كثيرا من الافراح، والويلات، فرحنا كثيرا بسقوط صنم من اصنام الطاغوت، وابتلينا اكثر باصنام جثمت على قلوبنا؛ سيد احمد صاحب محل لصيانة اجهزة الموبايل في احدى المناطق الشعبية في بغداد, لديه مبردة صفوية الصنع نوع برفاب حجم 2،5طن يضعها في باب محله مطلع فصل الصيف، لتقيه قليلا من حرارة صيفنا اللهاب، الذي يختلف حاله حال الكثير من حياة العراقيين عن العالم اجمع؛ مبردة سيد احمد في هذا الموسم رفعت في بداية فصل الصيف لا لإعتدال الجو, او لشرائه السبلت مثلا, لكنها اختفت من امام المحل في ليلٍ مظلم, استغربنا كثيرا بالحادث لوجود الامان, والحراسة الليلية بالمنطقة؛ لكن الذي اثار استغرابنا اكثر هو اعادة المبردة بعد نهاية فصل الصيف سالمة مسلمة لتعود لمكانها الاصلي.الديمقراطية, والانفتاح, والانتخابات التي مارسها الشعب العراقي برغم الظروف الصعبة، والتحديات والمخاطر الكبيرة التي تحدوها, وتقديمهم التضحيات لاجل انجاح عملية الانتخابات وايصال الاشخاص الكفوئين الذين يخدمون الوطن والمواطن, والنظر الى فقراء البلد لينتشلوهم من الواقع المرير الذي يعيشوه, لانهم باعتقادنا ابناء علي عليه السلام، الذي عمل على حمل هموم الفقراء, والايتام.الشعب العراقي, يعيش في اغنى بلد في المعمورة لكن بيوته من صفيح, ويعتاش على جمع النفايات, والتسول في الطرقات نتيجة لعمليات النهب الممنهجة, وتسلط حفنة من الفاسدين على مقدرات الشعب التي قد تكون السبب الرئيس لما وصل اليه حالنا للاسف الشديد.الاحصائيات تشير الى اكثر من ستة ملايين مواطن عراقي شريف اقول شريف لأنه لم يمد يده الى المال الحرام, اي ما يعادل خمس الشعب العراقي يعيش تحت مستوى خط الفقر حسب تقارير الامم المتحدة مما يؤدي الى نتائج وأبعاد اخرى كالبطالة, والأمية, والجهل, وحتى الارهاب لاستغلالهم من قبل بعض الجهات الارهابية.المتسلطون على رقابنا باختيارنا, والذي خدعنا بهم, واغلب الرأي العام العراقي سيما متوسطي الثقافة, والمحرومين منها, الا بعض المستفيدين منهم؛ هؤلاء المتطفلون الذين قد يكونوا لم يتربوا على حب الوطن, او لايوجد لديهم اي ولاء له لنمو عظمهم، ولحمهم من خيرات تلك البلدان التي عاشوا فيها؛ ولم تختلط حياتهم بآهات العراقيين, واوجاعهم المستديمة، قد تكون الانسانية ماتت بقلوبهم بقدر ما ماتت الوطنية فيها، التي لو كانت موجودة لتداعى هذا السياسي او ذاك ((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)) ولانتفضت انسانيتهم((الناس صنفان اما اخا لك في الدين او نظيرا لك في الخلق)) ان كان لهم دين, او عقيدة, او سلف صالح كما يتبجح الذين يدعون الدين, والتدين, لوضعوا قول رسول الرحمة نصب اعينهم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع), سلام الباري عليك يا ابا القاسم لتنظر الى جياع عراقنا المنكوب ليكونوا دليلا على القوم الظالمين يوم لا ظل الا ظله وتكون انت وابن عمك(عليكما افضل السلام واتم التسليم) قسيما الجنة والنار. الى متى؟ فمنذ اكثر من عشر سنوات على حكم ابناء علي(كافل اليتيم,والفقير) كما يدعون, ولا توجد هناك حلولا ناجعة للحد من ظاهرة الفقر في العراق! لماذا لايكون هناك تقييم حقيقي لاداء المؤسسات الحكومية بغية النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد؟ لماذا لايكون هناك دعم حكومي حقيقي للشرائح الفقيرة وغير القادرة على العمل؟ بدلا من تكدسهم في التقاطعات, والسيطرات التي صنعها واضعوا الخطط الامنية بقرارات تخبطية.وعودة على ذي بدء لاتسائل، هل ياترى سيفعل سياسيونا كما فعل سارق او مستعار مبردة السيد احمد؟ ويعيدوا حقوقنا وحقوق الايتام والارامل وان ينظروا اليهم بعين العطف والمواطنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك