المقالات

دولة الفانون..!


محمد الحسن

الفناء قانون إلهي لا يمكن تجاوزه, بيد إنه يتحقق وفق سياقات كونية أندكّت وتبودقت ضمن النواميس الطبيعية لحياة المجتمع, فليس ممكناً تبديل ذلك القانون التوازني؛ أما إعتماده في منهجية عمل الدولة أو الأحزاب, فيعكس خللاً في بنية العقل المكون لتلك الدولة أو الحزب.. الفناء نهاية حتمية وعمارة الحياة الدنيا واجب مقدس, والغاية سعادة الإنسان.دولة بعمر العقد الواحد, تتمتع بحيوية إقتصادية وتركيبة سكانية شبابية؛ لا يمكن أن يذويها التعب والإرهاق, غير إن هذا العمر لم يعد حقيقي؛ إنما تقاس بقدر عمر الأفكار النخرة التي أستيقظت على وقع التجديد لتسرق الإنتصار وتكدّر صفوه وتستأثر بما ليس لها..الحضارة والتأريخ يعطي للبلدان هيبة وعظمة, والتجديد عجلة تقودها نحو الأستمرار والإبداع. ومتى ما آمنت الرؤوس الحاكمة بما تحكم به, نصل لحياة بشرية لائقة ببلد يغفو على بحار نفط مجنونة."طريقة المرء في التفكير تقرر أسلوبه بالحياة", ويبدو إن الفكر الحزبي الذي ينتمي إليه دولة الرئيس تعتّق في مدارس العشق السلطوي, ونخرته آفة الحكم, فأستورده بمضمونه من القرون الوسطى دون أي تجديد. الشعب يتعرض لحملة أبادة والسلطان قابع في مضارب (أحمد) يتمتع بما تدرّه عليه بطولات الأبن من شعور بالطمأنينة والزهو, بينما تلهو مخالب الموت بشعبٍ كامل دون أن يصيبه الوجد أو البكاء في لحظة إيمانية لإعتبارات الراعي والرعية في الوجدان الإسلامي!.. حكاية الزمن الدموي تندرج ضمن مسلسل صناعة القضية؛ إذ ليس لإحد -بعد عقد من الحكم الدعوجي- إلقاء اللائمة على أشباح خلف الحدود, وكأن المتسلّطون على دولة الرافدين فزاعات خزفية توارثت الملك من سلفها النوعي..!أبتدأ مشروع الموت في العراق منذ زمن, ولا يمكن الإتكال على قاعدة "الشعوب لا تهلك", فلا يوجد شعب بلا دولة, والدولة في إنهيار. يبدو إن الذي يحصل توافق مصلحي بين طرفين مختلفين في الأهداف, الأول يرمي للقضاء على الحياة, والثاني يجد بالموت الجماعي وسيلة ضامنة لإستمراره على كرسي الحكم...من يفقد أدوات النجاح يبحث في أخطاء الآخرين, ولسان حاله يقول: إن لم أكن رئيس فستموتون كلكم..!ما القانون الذي أريد إن تكون له دولة في ظل المالكي؟!...هل الحديث عن معجزات الأبن, أم تعطيل أهم وزارتين هما (الدفاع والداخلية) تعكس رؤية قانونية!؟ إذن: فدولة الرئيس يريدها فانية ليقلّص من أحتمالات المنافسة الأنتخابية..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك