المقالات

طوريريج .. حكاية عشق رغم الألم!!


الصحفي كاظم جابر الموسوي

منذ نعومة أظفاري لم تعرف طفولتي البريئة سوى مدينة اسمها ( طويريج ) .. منذ ذلك الحين لم اتجاوز حدود مدينتي بتفكيري, بأحلامي, برحلاتي, بحبي لمسقط رأسي.. لم يشاطرني في حبها أي مدينة أخرى ولم يستحوذ على تفكيري أو يتملك مشاعري وأحاسيسي سواها, عشقت بساتينها, روائحها, بساطة أهلها وبراءة أطفالها, عشقت تربتها, أزقتها, شوارعها, تلقائية أهلها وعدم تكلفهم في أي شيء, لغتهم السهلة الممتنعة التي تغذي الروح وتطرب الأسماع وتستكين لسماعها الأجساد بمجرد أن يتداولها أهلها بطريقة تجعل من يسمعها يتمعن في كل كلمة وحرف ومعنى ويستعذبها ويتلذذ بها.. طويريج التي كانت ولا زالت قبلة الزائرين فهي الوسطية بين ملايين من مدن الوسط والجنوب العاشقون للحسين وأهل بيته ع وبين الحاقدين الذين يعتاشون برزقهم على اّلام الناس في آن واحد, وغاية يتمناها الطامعون وحلم ينشده النافذون.. على جدولهااحتضن طينها قصص العشق العذري وعزفت أمواجه (سيمفونيات) الحب الصادق لامست بها شغاف القلوب وملكت الأحاسيس والمشاعر وخلدت أروع لحظات البراءة والصدق والوفاء.. وبين بساتينها وأشجارها الوارفة الظلال خط الشعراء والهواة والكتاب أجمل كلماتهم وأعذب احرفهم وأصدق مشاعرهم وسكبت أقلامهم مشاعر وأحاسيس عل أوراق أشجارها التي عانقتها بلهفة المشتاق ولوعة المفارق وحنين المحب. من بينهم لاالحصر حاتم عباس بصيلة ، وجبار عبد الحسين النداوي وفاضل جلال وغدير العنبر وعلاء الكتبي والمبدع المتالق يحيى النجار وكثيرون .طويريج التي تناولتها المحن وتكالبت عليها صروف الزمان وعاث فيها الفاسدون وسعوا إلى تخريبها وتدميرها وإنهاكها ووأدها, حسداً من عند أنفسهم وحقداً على هذه المدينة التي أنجبت خير الرجال الذين صالوا وجالوا في ميادين الشرف والبطولة والذود عن الأرض والعرض والدفاع عن تراب الوطن الغالي الذي تنكر هو وأسياده لها وجعلوا منها (كبش) فداء وقرباناً قدموه لنار سياساتهم التي أحرقت الأخضر واليابس.. طويريج التي نخر الفاسدون ممن (كنا) نحسبهم أهلها وأطفالها والذين رضعوا من (ثديها) حليب الوفاء والإخلاص في جسدها حتى جعلوه هزيلاً بائسا منهكاً, وجعلوا منها لقمة سائغة في فم النافذين والمخربين وحولوها إلى مستنقع فساد وإفساد ونهب وسلب (وفيد) دونما مخافة من الله أو ضمير أو حتى من باب الإخلاص والوفاء لهذه المدينة التي كانت بمثابة حضن دافئ وصدر حنون احتوتهم في (صغرهم) وساندتهم في(شبابهم) واحتوتهم في لحظات بؤسهم والمهم.. طويريج التي للآسف تواطأ وتآمر عليها بعض أبنائها بفسادهم الذي استشرى في مفاصلها ومرافقها واستوطن بين حناياها حتى بات من الصعب القضاء عليه أو اجتثاثه بعد ما بات يسري في دمائها ودماء بعض أهلها حتى وإن (حقنوها) بكافة الجرعات (الكيماوية) ولم يفكروا إلا في مصالحهم وأهدافهم وأنفسهم الأمارة بالسوء.. طويريج رغم كيد الكائدين وتربص المتربصين وحقد الحاقدين, رغم أنف من هم محسوبون على تربتك واسمك من أبنائك وغيرهم وممن انسلخوا من الإنسانية والوطنية, ستظلين قلبنا النابض وأنفاسنا المتصاعدة ودماءنا المنسابة.. ستظلين رغم جراحك والآمك ودمارك ورغم عذاب أهلك وظنك معيشتهم وتكدر أحوالهم وضيق نفوسهم, حكاية العشق التي نهفو لسماعها, ستظلين رغم كل شيء طويريج التي نعشقها, التي نحبها, التي نتمنى أن نرتقي بها ونلعو بها إلى العلياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك