المقالات

فواتير.. قيمتها الدماء


مديحة الربيعي

أن للسلطة سحرها وتأثيرها الذي يجعل من يجلس على الكرسي يفقد عقله وارادته,فيصبح عبدا للمنصب ويتوهم بأنه يحكم من خلاله,لكن الحقيقة هي أنه يصبح محكوماً بالمنصب مسلوب الأرادة ضعيفاً مجبراً على تقديم التنازلات شيئا فشيئا حتى يتجرد من دينه وقيمه ويصبح مجرد آلة تحركها المطامعوالأمثلة على عبيد الكراسي أكثر من تورد,فنجد أحدهم يسارع لبيع دينه بدنياه,ويقدم كل شيء من أجل الحفاظ على منصبه حتى وصل الأمر الى التلاعب بأرواح الأبرياء,والمتاجرة بدماء البسطاء أذ يصبح شعاره الأول الكرسي فوق كل شيء ورغم كل شيء,فرغم كل ضحايا القتل والتفجيرات والمجازر المروعة,والتي حدثت مؤخرا في مدينة الصدر التي وصفت بالمنكوبة.. يطل علينا أحد النواب ليتحفنا بنظريته,التي يرى فيها أن التفجيرات التي حدثت في مدينة الصدرلن تغير مجرى الأمور,ولن تؤثر على قائمتهم ولن تحرمهم حق الولاية الثالثة, بدلاً من ان يلتمس العذر من اهالي الضحايا المفجوعين بأولادهم,بسبب الخروقات الأمنية المتكررة أو أن يقدم التعازي لأبناء المدينة المفجوعة,ويدعو للشهداء بالرحمة والمغفرة ويطلب من الله أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان,ويبحث عن العبارات المناسبة التي يمكن أن تقال في مثل هذه المصائب,التي لم تنقطع عن أبناء هذا الشعب المظلوم,الذي كتب عليه الموت في كل لحظة وكأن مصائب الفقر والعوز والبطالة,والمعاناة من الدكتاتورية على مدى السنوات السابقة قبل عام 2003 لم تكفي,فجاءت مصائب القتل والأرهاب وطلاب السلطة والكراسي,ليكملوا أجزاء المعاناة وليحيلوا أحلام البسطاء الى رماد ويجعلوا من حياتهم جحيماً,وكأن على الشعب أن يدفع ضريبة بقائهم على الكراسي ويقدم القرابين على المذابح لأجل بقائهم على هرم السلطة,وليدفع فواتير ثمنها الدماء أن الحديث بشكل بارد,عندما يصدر من شخص بارد, ولسبب أكثر برودة من شتاء روسيا القارص,لن يطفئ نيران وحرارة الفقدان في قلوب من فقد الأحبة,من الآباء أو الابناء وألاخوة ,ومن الأفضل لذوي الشأن المعني أيوفروا تعليقاتهم القيمة,التي لم يعد لها مكان ولن تجد آذان صاغية بعد الآنمنشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك