المقالات

كلامنا ... هَمس


الحاج هادي العكيلي

متى نخرج كلامنا الهمس وتذمرنا في مجالسنا الخاصة إلى العلن ؟ومتى نطلق رفضنا ولطالما نحن الرافضة لأننا رفضنا ظلم صدام والظلم على مر الزمن ، والآن ما يجري علينا هو الظلم بعينه ، فأن السكوت سوف ينعش أمال الفاسدين جماعة ما نطيها .أن الفساد وصل إلى مرحلة لا تطاق والدولة عاجزة وترى الفساد ولا تحرك ساكناً اتجاه الفساد والمفسدين على الرغم من أنها تؤشر ذلك وتطلق التصريحات الإعلامية فقط دون أن تفعل أي شيء لان هناك تخلفاً عن أداء المسؤولية . فالمسؤول الذي لم يبال كل هذه الفترة بالشعب ، فكيف يمكن أن نعيد انتخابه مرة أخرى ، وعلى الشعب أن يعيده إلى رشده بأن لا ينتخبه ويبحث عن شخصية أخرى قادرة على محاربة الفساد والمفسدين .لقد اقتربت الانتخابات البرلمانية وبدأت الاستعراضات الفنية الوهمية للمشاريع التي ليس لها وجود على الأرض ، من أجل خداع المواطن بذلك الضجيج والتهريج من قبل المسئول الذي لا يبال بخدمة الشعب منذ توليه المسؤولية الملقاة على عاتقه إلى أن تقترب موعد الانتخابات يبدأ بالتظاهر والتهريج بمشاريع وخدمات لا وجود لها عدا على لسان المسئول لكسب أصوات الشعب الذي تضجور من تصرفات المسئول خلال تلك الفترة ، وبدأ المواطن يتحدث بين أهله وأقربائه وأصدقائه في المجالس من الخداع والتذمر الذي أصابه في جميع الميادين بطريقة الهمس خوفاً على نفسه وعائلته من الاعتقال والاغتيال بحجج واهية كما كان النظام ألصدامي أنذال يعتقل المواطنين ويقوم بتصفيتهم بإطلاق التهم عليهم ويصدر عليهم حكم الإعدام بمحاكمة صورية ، ليبقى هذا الخوف في نفوس العراقيين إلى يومنا هذا على الرغم من تغيير النظام الذي سعى إلى أطلاق الحريات ومنها حرية التعبير والرأي ليلاقي نفس المصير المجهول .ومع كل تفجير إرهابي في مدننا العراقية الحبيبة المتعددة تتصاعد أصوات الغضب هنا أو هناك ضد أداء الحكومة التي لم تسعى جاهدة من حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم منددة بتلك التفجيرات التي تحصد مئات الأرواح بين شهيد وجريح ، ولكن تبقى تلك الأصوات محبوسة في الصدور تطلق همساً مع الآخرين تعلن فقط غضبها عن أداء الحكومة لحظة التفجير ، ويبقى الكلام همساً في المجالس دون تفعيلة الشارع اتجاه تلك الخروقات الأمنية بالمطالبة بتغيير المسئول بدون جدوى لان الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الحكيم {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53 أن الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي يختلف اختلافا جذرياً عما أطلق من وعود بمشاريع في الحملات الانتخابية وما يعلن في الأعلام من تقديم الخدمات والآمن من قبل الحكومة ، ولكن الحال أسوء فأيتام العراق يزدادون يومياً دون أن تكون هناك مؤسسة حكومية لرعايتهم ويشرع لهم قانون لضمان حقوقهم ونكون بذلك حققنا شيئاً لهذه الشريحة المحرومة .وكذلك شريحة الفقراء الذين يشكلون نسبة عالية من الشعب محرومين من أبسط مقومات العيش الكريمة من سكن ورعاية عدا بعض المشاريع التي أطلقت لإغراض انتخابية لا قيمة لها مقابل الحرمان الذي يعيشون فيه .أن تغيير الأحوال في العراق لا تتم داخل المجالس الخاصة بطريقة الكلام الهمس ، بل أن ينطلق هذا الكلام للمطالب بالتغيير ويتجسد إلى أفعال عن طريق صناديق الانتخابات ونختار الأشخاص الذين يقدمون الخدمة للمواطن ، وان يتجسد الشعار الذي أطلقه السيد عمار الحكيم (( الشعب الذي لا نخدمه لا نستحق أن نمثله )) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك