المقالات

تركيا في طريقها الى الانكماش الاقتصادي و فقدان مكانتها السياحية عالميا


سليم الرميثي

عُرفت تركيا بمكانتها السياحية عالميا واصبحت قبلة السواح من اوربا ومن جميع انحاء العالم وهذا ساهم بشكل كبير في انعاش اقتصادها في السنوات العشر الاخيرة وكان مردود ذلك الانتعاش ايجابيا على المواطن التركي بعد أن تعرضت تركيا في أواسط ونهاية التسعينات من القرن الماضي الى انتكاسات اقتصادية كبيرة ادت الى انهيار العملة التركية وكادت تركيا ان تكون من افقر دول المنطقة..فكل دول العالم تتمنى ان تكون وجهة سياحية عالمية بل هناك بعض الدول تتصارع وتتنافس من اجل تقديم افضل الخدمات والتسهيلات لجلب السواح واغرائهم بالسياحة في بلدانهم.. ومن افضل مايجذب السياحة لاي بلد هو الامن والامان وبعدها تاتي توفير الخدمات وتهيأة الاماكن الاثرية والسياحية واماكن الاقامة من فنادق واماكن عامة للترفيه.. وتركيا من البلدان الجميلة من ناحية الطبيعة والاجواء المعتدلة وكذلك تتمتع بوجود الكثير من الاثار القديمة والجميلة بالاضافة الى استقرار الوضع السياسي والامني وكل ذلك ساهم بشكل كبير في ان تكون تركيا قبلة سياحية مهمة ويقصدها السواح من كل انحاء العالمين الغربي والشرقي خصوصا بعد ان تدهورت الاوضاع في تونس وسوريا و وليبيا وفي مصر ..الاّ ان السياسة الحالية لحكومة اردوغان وحشر انفه الطويل في شؤون دول المنطقة وفتح ابواب تركيا امام زحف الارهابيين سيساهم في غلق ابواب السياحة في تركيا وسيؤدي ذلك طبعا الى خسارة مادية كبيرة ستودي بالاقتصاد التركي الى الانكماش وسيصاب بانتكاسة اقتصادية كارثية لايمكن التكهن بمدى تاثيرها على الشعب التركي ولسنوات طويلة ومن الآن بدأ عزوف الاوربيين خصوصا وابتعادهم عن السفر الى تركيا وبالتالي هذا سيؤدي الى حدوث تململ شعبي كبير في الداخل سيطيح باردوغان وحزبه للابد او ينتفض الجيش وقادته وربما سيكون مصير اردوغان نفس مصير مرسي الاخواني في مصر..وكل ذلك طبعا سيكلف تركيا كثيرا وسيفقدها بريق ولمعان مكانتها السياحية والسياسية والاقتصادية عالميا.. هذا ليس ببعيد وربما قريبا جدا لان السياسة الحالية للحكومة التركية داخل تركيا وخارجها لاتختلف عن سياسة اي حاكم دكتاتوري في المنطقة..بسبب التزمت والعنجهية التي يمارسها اردوغان وحكومته في التعامل مع الاحداث في المنطقة العربية خصوصا..يحاول اردوغان فرض ارائه و قراراته حتى على الدول الصديقة لتركيا وهذا ايضا تسبب بعزوف الكثير من دول المنطقة وشعوبها ومحاولة الابتعاد عن مهاترات واستفزازات اردوغان وسياسته الرعناء وتدخلاته الغير مبررة وخصوصا في القضية السورية.. بالاضافة الى سياسته الداخلية التي اصابت المواطن التركي بالاحباط بعد تراجع النظام الديمقراطي وتحويله على ايدي اردوغان الى نظام شمولي و طائفي في تعامله السيء مع الكثير من فئات وشرائح المجتمع التركي مما ولّد الكثير من القلق والاحباط لدى الكثير من ابناء الطوائف والقوميات التي تعيش وتتعايش في هذا البلد منذ قرون.. اردوغان زرع الشوك في تركيا وعليه حصاده وهذا لن يكون سهلا وسيكلف الاتراك ثمنا باهضا فهو من فتح ابواب تركيا على مصاريعها لدخول وعبور الارهابيين الى باقي دول المنطقة وبعد ان شعر بالفخ يحاول الان ان يبني سورا على طول حدوده مع سوريا وهذه هي بداية اندفاع الارهاب بصورة عكسية ليبني اعشاشه داخل المدن التركية.. ان الايام والاشهر القادمة ستكون مذاقها علقما للشعب التركي بسبب استمرار اردوغان على نهج سياسة الحشريين في شؤون الآخرين..بنفس الوقت نحن لانتمنى للشعب التركي الا خيرا لكن دائما تكون نتائج التدخل في شؤون الاخرين عكسية وترتد على اصحابها ولن ينجو منها مهما كانت قوتهم وجبروتهم ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الى الاخ تيمورلنك2
2013-10-16
الموقف الحكومي والشعبي تجاه باقي الاعراق. وليعلم الاخ انه عندما وقعت احداث ميدان تقسيم كانت تركيا مقبلة على بداية الموسم السياحي لقرب انتهاء الامتحانات النهائية في العراق ودول الخليج ولكن في الاسبوع الاول من الاحداث الغى 70% من الاماراتيين و35% من السعوديين حجوزاتهم. رابعا: الم يلاحظ الاخ تيمورلنك ان تركيا لاتهتم الا بالتركمان السنة دون الشيعة وحتى التركمان السنة ماذا قدمت لهم مقابل ماتقدمه لاكراد العراق من تسهيلات ؟ ثم الم يحن الوقت ليشعر تركمان العراق بانهم عراقيون وليسوا اتراك؟
الى الاخ تيمورلنك1
2013-10-16
مشكلة اخوتنا التركمان بصراحة شديدة ومنذ عقود انهم يستثيرهم اي كلام عن عن تركيا حتى ولو كان نقدا لاتاتورك الذي اجمعت الامتين العربية والاسلامية على مقته هذا اولا . ثانيا: ان كلامه عن عدم وجود قبائل او طوائف او عشائر متحاربة فهذا خطأ كبير لانه ينظر الى سكان المدن ولاينظر الى اهل الريف الذي تسود فيه العصبية القبلية بشكل ربما يفوق ما موجود لدى العرب. ثالثا: ان في تركيا 25 مليون علوي و13 مليون كردي واقلية عربية وغيرهم وهم غير راضين عن النظرة الشوفينية تجاههم كما ان المشكلة الكردية هي السبب في وحدة
العراقي
2013-10-16
تيمورلنك ... دافع عن شعبك وبلدك الذي عشت في احضانه وذقت خيراته ولو كنت تركمانيا فلا يعني انك تركي بل انت عراقي اولا واخيرا ولن تعترف تركيا الا بمصالحها فقط ولو ضحت بجميع التركمان. عيد سعيد يا عراقي
سليم الرميثي
2013-10-16
الاخ تيمور شكرا لك على التعليق..اخي العزيز نحن لانتحدث عن الشعب التركي هذا اولا.. ثانيا كل شعوب العالم لها جذور تاريخية وكل يعتز بحضارته وتاريخه ولا شك ان الشعب التركي هو من الشعوب التي لها حضارة عريقة وكبيرة ونحن نحترم ذلك..ولكن نحن نتحدث عن السياسة والسياسيين وبالذات عن حكومة اردوغان الذي يحاول جر الشعب التركي الى عصر الحروب والاستعمار..المشكلة دائما ليس في الشعوب وانما في السياسيين ومنهم تاتي المصائب وكوارث الحروب والضحية دائما هي الشعوب.. تحياتي
تيمورلنك
2013-10-15
هذا الحجي ان دلت فانما يدل على فشل واوهام صاحب المقالة ، لان الشعب التركي متماسك ويعي الرفاهية التي جلبها سياسة اردوغان لشعبه ولتركيا والاتراك شعب متحضر قريب من الطبيعة الاوروبية ولن ينجر الى الفوضى كما هو عندنا ولا توجد في تركيا قباءل او عشاءر او طواءف متحاربة فيما بينها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك