المقالات

الى وزارة التربية ..متى نتوقف عن الشراء ؟؟


عباس المرياني

مشكلة وزارة التربية لا تختلف مطلقا عن مشاكل الوزارات الأخرى التي تواجهها كل يوم وكل عام والتي تتمثل في غياب التخطيط وسوء الادارة والتنظيم رغم وجود مفاصل وهياكل ادارية تضم مئات الموظفين المعينين للقيام بمهام لها علاقة مباشرة بالمسميات المذكورة الا ان ايا من هذه المسميات لا تجد لها تطبيقا على الأرض وان كل ما يُسير الامور في هذه الوزارات هي الفوضى والعشوائية والانفلات و العوائل الحاكمة رغم تكرار نفس المشكلة في كل عام وموسم.ومن اهم مشاكل وزارة التربية التي تستمتع بها الوزارة في بداية كل موسم هي مشكلة القرطاسية وغيابها الى اجل مسمى ثم تظهر بعد ذلك وبالمقدار الذي تجود به الوزارة لكن بعد فوات الاوان وكأن في هذا الغياب اتفاق وثيق بين الوزارة وبين تجار القرطاسية من اجل تمرير هذه البضاعة وبيعها في السوق مقابل عمولة او قومسيون متفق عليه بين اطراف نافذة في الوزارة وبين تجار الفرص في الاسواق العراقية. وواضح ان الوزارة والجهات المسؤولة عن هذا الملف تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا الخلل الكبير بقصد او من دون قصد والذي يتسبب في كل عام بارهاق ميزانية الكثير من العوائل الفقيرة والمتعففة وحتى أصحاب الدخل المحدود خاصة مع تواجد اكثر من طالب في العائلة الواحدة بل ان هناك عوائل لديها اكثر من اربعة طلاب وهذا العدد يحتاج الى ميزانية كبيرة وقرض دون فوائد من صندوق النقد الدولي لشراء القرطاسية والملابس المدرسية والرياضية والبطاقات الصفراء والحمراء وصافرات التحكيم والاحتياجات الاخرى فتكون بذلك وزارة التربية عامل ضغط وعقوبة للعوائل وليس عامل دعم ومساعدة للعوائل العراقية التي لها حق في هذا الدعم والمساعدة والتي من اهم واجباتها هو توزيع القرطاسية في وقتها المحدد وليس بعد فوات الاوان وانتفاء الحاجة.الامر الفوضوي لا يتوقف على الوزارة بل يتعداه الى مديرياتها العامة ويمتد ليصل الى إدارات المدارس المتحجرة والمتجبرة وكان الامساك بعصمة الروتين والفشل هو المحور الذي وجدت من اجله هذه المديريات وهذه الإدارات ولم اسمع يوما بمدرسة تجاوزت هذا الروتين وانتفضت لكرامة وحق الطلبة ومنعت شراء القرطاسية من السوق وسعت الى توفيرها من مخازن الوزارة التي تتداخل فيها القرطاسية والاتربة والجرذان ،بل ان ادارات المدارس والمدرسين والمعلمين يتجردون عن كل القيم التربوية ويتحولون الى مجرد شواخص لا تجيد غير التهديد والوعيد لكل من لا ياتي بما تريده او يريده المعلم من دفاتر مزينة وملونة وباحجام واسعار مختلفة.ان الفشل ليس هو العلامة الكاملة التي تستحقها وزارة التربية عن عدم قدرتها القيام بواجبها في توفير القرطاسية في وقتها المحدد بل يضاف لهذا الفشل الرغبة الكاملة للاضرار بالعوائل العراقية من خلال السعي للربح الغير مشروع الذي توفره الوزارة للتجار بسبب تاخر توزيع القرطاسية او توزيع قرطاسية لا تحقق الاكتفاء الذاتي او ليست بمواصفات مقبولة.أظن وان كان بعض الظن اثم ان هناك علاقة جدلية بين وزارة التربية وبين الجهات الموردة للقرطاسية في السوق هذه الجهات هي من تجعل الوزارة تتحرك تبعا لحركة السوق وليس العكس فالحركة الاولى مربحة والحركة الثانية اخلاقية ونحن لحد الان ندور في الحركة الاولى والى سنوات قادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك