المقالات

المبادئ الأساسية في صياغة العلاقات السياسية


حسين الركابي

بدأت تلوح في الأفق بوادر انفراج الأزمة العالمية، وملامح التهدئة التي بعدها في بداية المشوار، ولم تصل إلى مرحلة النضج النهائي؛ لكن تلك التحركات تحسب ضمن الإطار العام لحلحلة الأزمة في المنطقة عموما، والتي رسم ملامحها الإطراف العالمية الكبرى، ووصلت إلى شبه قناعة تامة؛ وإن لا انفراج للازمة العالمية القائمة ألان إلا عبر الحوار، والطرق السلمية، وترك لغة السلاح، والاجتياح العسكري الذي جعل المنطقة برمتها شبة ثكنة عسكرية، أمريكية، روسية، إيرانية. وقد توصل العالم العربي، والدولي إلى قناعة تامة"وقاطعة" بان لا يمكن محو قطب من تلك الأقطاب الثلاثة من خلال العسكر، ومنطق القوة، أو خوض معركة خاسرة إلى كل الإطراف؛ وإذ ما كانت هناك أي تحرك عسكري في المنطقة سوف تلتهب المنطقة برمتها، ولا تستثني احد، ويكون الجميع في إطار الخسارة الكبرى، وعلى جميع الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والأمنية...الخ؛ بالرغم من هناك حرب"بالوكالة" التي تخوضها الجماعات المسلحة في سوريا، والعراق، ومصر، وتونس، والجزائر، وأفغانستان، وباكستان، واليمن؛ تحت شعارات واهية لتنفيذ مصالح خاصة لأحد الأقطاب المتصارعة، وهي"أميركا" وقد أدركت أمريكا إن هذه السياسة لا تجني نفعا إلى البيت الأبيض، إلا من خلال الحوار، وتامين مصالحها في الشرق الأوسط؛ رغم إن هناك معارضة من بعض الإطراف الدولية، والإقليمية، وسعي كبير بتغير بوصلة الحوار، والحل السلمي إلى حلول عبر اجتياح البلدان، وانهيار المنظومات الأمنية، وضرب البنية التحتية، وشل الاقتصاد بشكل كبير. فلذلك لا يمكن لتلك الأقطاب الثلاثة: إن تلجا اليوم إلى الخيار الثاني، وهو العسكري، وحسب المعطيات المذكورة في صدر الحديث؛ وإنما على اقل تقدير في الوقت الحاضر تسير الأمور باتجاه الحوار، وتامين المصالح المشتركة، وهو المبدأ الصحيح الذي سيطمئن معظم دول المنطقة، والعالم، وسيجعل مثل تلك الخطوات تتسم بالتوفيق؛ وبانجازات كبرى. إن مبدأ المصالح المشتركة من المبادئ الأساسية في صياغة العلاقات السياسية، والإقليمية، والدولية، وفي عالم السياسة اليوم ليس المطلوب إن يكون هناك حب، وعلاقة حميمة بين جميع الإطراف التي تجلس على طاولة الحوار؛ وإنما المهم إن تكون هناك تامين مصالح الجميع، وفق الحوار، والتفاهمات، وتحقق نتائج ملموسة على ارض الواقع، والوصول إلى فرص لإشراك جميع الإطراف التي لها مصالح مشتركة مع هذا الطرف، او ذاك، وفي معادلة إقليمية ضامنة لمصالح الجميع؛ وليس فيها خاسر او رابح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك