المقالات

ميزانية الاطفال وصناع السياسة


طه الجساس

الطفل كتلة مشاعر وأحاسيس وجسم ضعيف يجب احاطته ببيئة صالحة لتزدهر وتنمو قال الامام علي " الطفل ذو نية سليمة ونفس صافية " فمن الواجب ان تتوفر له بيئة صحية ووسائل تعلم متطورة وأماكن ترفيه متنوعة ، فأين الحكومة العراقية من توفير أبسط حقوق الطفل وحمايته من خلال سن قوانين وتوفير الحقوق ومشاريع تساهم بحياة طبيعية وبدون عقد ، لكن الواقع يقول ان عقد ومعاناة الطفل العراقي هي اكبر من يتحملها الكبير ، فهو اليتيم والمهجر والمحروم والمريض والمظلوم والخائف ، وان صناع السياسة هم اكبر عقدة شاخصة تعيق توفير بيئة مطمئنة توفر الاستقرار وتضمن العيش الطبيعي حاله حال الامم الاخرى ، جراء الصراع ألسياسي وما يخلفه من عنف ومنافسة غير شريفة وعدم تخصيص ميزانية مناسبة واعتباره ضمن اولوياتهم ، فكثير من المشاريع تركن تحت اعذار واهية بسبب مزايدات سياسية رخيصة وأخرى بسبب البيروقراطية وركام الروتين ، فمنذ فترة قريبة تم اعاقة تنفيذ منحة الطلبة البالغة ( 200 مليون دينار )بعد تشريعها في البرلمان ، والتي لا تمثل شيء نسبة الى ميزانية (120 مليار) رغم انها ستوفر غطاء اقتصادي مهم لدعم الطفولة من خلال مدارس الابتدائية والمتوسطة ، وأعيق مشروع صندوق رعايا الطفولة الذي اطلقه الحكيم ضمن مبادرة تنمية الطفولة المتضمن انشاء مجلس اعلى للطفولة وإنشاء مراكز علاج ورعاية ، بحجة التخصيص المالي ، وهذا يمنع اتخاذ الاجراءات الصحيحة لمعالجة مشاكل الطفولة وإنشاء مشاريعهم ، فالأسرة لا تستطيع ان تربي الطفل بدون مساعدة ادولة والمؤسسات المختصة ، ففي احصائية لمنظمة اليونيسيف في العراق تشير الى ان عدد الايتام يتراوح من 4-5 مليون وهو في تزايد بسبب سوء الاوضاع الامنية والاقتصادية في العراق ، وهنا نشير الى ان هنالك جهود مبذولة من قبل الحكومة متمثلة بوزارة التخطيط ووزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمة اليونيسيف والمرجعيات الدينية ، إلا انها لا ترتقي الى حجم المعاناة التي تتصاعد يوما بعد يوم ففي البصرة مثلا( 300 الف) طفل يعانون من انواع متعددة من الحرمان والإمراض المعقدة إضافة الى وجود مليون (و290 ألف ) حالة تقزم لأطفال العراق ، والمواطن العراقي يطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم الشرعية والإنسانية والوطنية لاتخاذ الخطوات الصحيحة والإجراءات الكفيلة بمعالجة مشكلة الطفولة ، وبناء المشاريع ذات الصلة بهذه الشريحة المهمة ، يشار إلى أن الدستور الذي تم إقراره عام 2005 قد كفل حقوق الأطفال وجاءت في المادة 29 من الباب الثاني في الفقرة الثالثة ، يحظر الاستغلال الاقتصادي للأطفال بصورة كافة وتتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بحماتيهم ، وجاء في المادة 30 في الفقرة الأولى تكفل الدولة للفرد والأسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الأساسية للعيش في حياة كريمة تؤمن لهم الدخل المناسب والسكن الدائم ، فأين صناع السياسة من تطبيق ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك