المقالات

ليس دفاعاً عن عبد المهدي


رياض رحيم العوادي

قبل ايام، نشر السيد جابر الجبوري مقالة هاجم فيها نائب الرئيس المخلوع طارق الهاشمي اثر تصريحه لاحدى الفضائيات العربية, والذي ذكر فيه بأنه تآمر مرتين مع البعثيين للقيام بأنقلاب لأسقاط المالكي، وانه ايضاً تآمر مع السيد عادل عبد المهدي النائب السابق لرئيس الجمهورية للغرض ذاته. لا يهمنا هنا ما قال السيد الجبوري عن الهاشمي ، ولكن ما أثار اهتمامي هو انه هاجم السيد عادل عبد المهدي لانه تآمر مع الهاشمي ضد الحكومة المنتخبة (حوكة المالكي). والغريب هنا ان الكاتب قد كال القليل من الشتائم للهاشمي المتآمر مع البعثيين في حين استرسل في توجيه شتائم مقذعة لعادل عبد المهدي . حيث قال عنه انه تقلب بين الاحزاب من بعثي الى شيوعي الى ماوي الى اسلامي . ويبدو انه رأى في تلك التقلبات نوعاً من الانتهازية ! وفاته ان عبد المهدي انسان مثقف يحق له الاختيار, وهذا الاختيار لابد ان تتبعه التجربة فأن وجد ضالته الفكرية متوائمة مع التطبيق للمبائ ظل على مقربة من هذا الحزب او ذاك . اما حين لا تتطابق الافكار مع الممارسات فأن من حقه ان ينتقل الى حركة أو حزب اخر. وتلك حال المثقفين ، وخصوصاً المثاليين منهم. فالمثقف لن يظل ملتزماً بمبادئ معينة في حال اكتشف زيف حامليها ، ولو فعل ذلك لعد من المكابرين! ثم ان عادل عبد المهدي وطوال تأريخه السياسي لم ينتمي الى حركات سياسية تمارس الحكم بل ان الاحزاب والحركات التي ارتبط بها كانت مناضلة و معارضة للنظام الاستبدادي. فعلام يلام عبد المهدي اذا كان يحق له الاختيار اولاً ، ولم يستسلم للحاكم المستبد وظل على عدائه الشديد له.كذلك تحامل الجابري على احفاد رسول الله. وعدهم وباءً على المذهب واتهمهم بالخيانة، جميعهم ومن دون تخصيص أو تحديد. وهذا لا يجوز فمن بين احفاد الرسول العظيم من ضحوا بحياتهم من اجل الشيعة واقرب مثال على ذلك الشهيدين الصدرين وشهداء آل الحكيم . فكيف يجوز التعميم امام مثل هذه الحقائق!يبدو ان جابر الجبوري قد بالغ في هجومه على (السادة) واختار منهم عادل عبد المهدي ليعطي منه مثلاً على ما وصفهم به من اباطيل. مع ان السيد عبد المهدي لم يكن ذلك المدان او الكافر . فالرجل مثقف والمثقف شديد القلق وكثيراً ما يراجع افكاره ومعتقداته. وهو ـ عادل عبد المهدي ـ لم ينفصل عن شعبه في صراعه ضد الحكم الاستبدادي. ولو كان فعل ذلك لصحت ادانته.اعتقد ان الكاتب الجبوري كان متحاملاً على عادل عبد المهدي، وهذا التحامل اضله عن هدفه الحقيقي وهو ادانه الهاشمي بالخيانة والعمالة للاجنبي ، ليشغل نفسه بموضوع اخر، وهو اتهام عادل عبد المهدي بالكثير مما ليس فيه وكذلك لصب جام حقده على احفاد الرسول!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك