المقالات

الجهل قاهر الأبطال ؟!


المهندس علي العبودي

ما بين السماء والأرض .. هناك بون شاسع لا تدركه العقول والأبصار , في نظر الكثيرين من أمثالي المنتشرين في بقاع العالم , خصوصا" في المجتمعات العربية , التي يدفع القائمين عليها.. بتفشي ظاهرة الجهل بعلم ! وقصد ! .. لسهولة الأنقضاض على هذه المجتمعات وتحويلها الى شعوب مستهلكه .. تغض الطرف .. لانحراف الملوك والأمراء .. فالكرامة , والعز , والشموخ , والتطور , والنهوض الفكري والعلمي , مصطلحات يعلو ضجيجها بالظاهر.. دون المضمون في بلدان عدة , لينتشر الجهل والفوضى بدل العلم والنظام , فما بين العلم والجهل .. هو الفارق بين الحياة والموت , وما بين الحلال والحرام , وما بين الجميل والقبيح , وما بين الصفاء والضباب , وما بين الحر والعبد , ليختلط الأخضر باليابس . أن الرفاهية تتحقق بالعلم وأنطلاق الأنسان المحدود نحو الكمالات الأخرى , من خلال الجد والمثابرة والسعي والإصرار لتحقيق الأهداف العليا , مما يساهم في أختزال الجهد , وتوفير الوقت , والوصول الى حقائق مدروسة وفق الرؤية التي لا تقبل التأويل , والشك , والظن , فالبحث والتجارب لكثير من العلماء الذين يشار لهم بالبنان .. لم يتوصلوا الى نتائج مميزة .. الا بعد عدة تجارب فاشله , فالظروف القاهرة .. لا تحد من الأهداف الكبرى , فالذين يولدون وفي فمهم ملعقة من الذهب .. عادة ما تكون شخصياتهم ترث الأموال والذهب والفضة لينالوا .. شهوة اللهو واللعب على خلاف الحرمان بالأعم الأغلب .. فمنه تنتج الطاقات العلمية , والفكرية , والسياسية , والرياضية لنَمر في سباق مع الزمن .. الا أننا كثير ما نميل ونتقمص دور المتفرج .. لا قيمة للوقت , ولا قيمة للبشر , ولا قيمة للحياة .. لا لأننا متهيئين لسفر الأخرة لكننا سئمنا من الحياة , بفضل سياسيات أصحاب الجهل المركب .. والجهل البسط , واللذان لهم الحظوة في مناطق العراق المختلفة, والمؤسسات المختلفة , فما بين الارهاب الذي يتبناه اصحاب الجهل المركب ( جاهل ويجهل أنه جاهل ) , وأنتشار ظاهرة الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة الذي يتبناه أصحاب الجهل البسيط ( جاهل ويعلم أنه جاهل ) , الجميع بدأ يدرك أن الإرهاب ..والفساد السياسي في بودقة واحده .. أمام الخيرين الذين يمنوا النفس أن ينهض الوطن والمواطن الى الأمام .. من خلال طرح المبادرات المثمرة.. التي تأمن الحياة الحرة الكريمة والأنتقال الى الهدف الأسمى نحو الأنطلاق العلمي , والفكري, والأجتماعي , والصناعي دون القنوط , واليأس , والخضوع لهذه التحديات الجسام . كثير ما نتحدث عن الحضارة والتأريخ .. لبلد يمتلك الخزين الهائل من الطاقات البشرية والمادية , بلد يعاني فيه أصحاب العلم والفضيلة من أبسط مقومات الحياة التي تساهم في إنتاجهم .. فالعقول العراقية المهاجرة .. أصبحت رموز يشار لها بالبنان في بلاد المهجر , وأما الكفاءات الصابرة والتي تتحدى كل القيود .. لم يتم احتضانهم وتوفير الأرضية المناسبة لانطلاقهم.. كتوفر المختبرات ومراكز البحوث والبيئة المناسبة .. لا أن يهدر الباحث ساعات طوال في زحمة الطريق, وكثرة السيطرات .. ناهيك عن الفتوة الاخيرة لحركة السيارات وفق نظام الزوجي والفردي ؟؟ فالأستخفاف بالعلم يحُول الأمم الى أموات , لتصغي الى السحرة , والكهنة , وقراءة الكف , وأتباع الهوى.. لتبتعد عن المساجد والمكتبات , فهل يحق لنا أن نجهر بالقول .. الجهل قاهر الأبطال. كقول الشاعر: أخو العلمِ حيُ بعد موته....... وأعضائِه تحت الترابُ رميمُوذو الجهل ميتُ وهو ماشٍ على .. الثرى يُعد من الأحياء وهو عديم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك