المقالات

أمن الفزعة!!


حسام الحسني

يكادُ يَكون الفرقُ شاسع بين الواقعِ والطموح, فالواقع يؤشر لنا إن ألأمنَ مفقودٌ والطريقُ مسدود, أما الطموح يبقى بأن أسمعَ نشرةَ اخبارٍ تخلو من العملياتِ الارهابية, وهذا طبعاً "عَشمُ إبليس بالجنةِ" في ظلِ وجود (مُضمد)!!! يرأس وزارة الداخلية.عندما تَرأسَ "جورج بوش الاب" الـ(cia) كان يتوقعُ بأنَ" 96%" من معلوماتِ الجهاز نابعةٌ من مصادرِ تلك المؤسسة و"4%" متأتية من المواطنين, لكن حينما تَسَنَمَ المنصب قُلبت المعادلة وتفاجئ بالعكسِ تماماً!!.من هذهِ الواقعة نَستشف إن دولةً كالولايات المتحدة الامريكية لا يُمكن لحكومتِها أن تُسيطرَ على الامنِ من دونِ مساندةِ المواطنين.فُقدان هذا الاتجاه في العراقِ ادى الى تفاقمِ العجز المُتراكم لدى القيادة الامنية للبلادِ وحَولَ مفهوم ألأمن الى (فزعةٍ)!!!.كُلما تَعرضَ البلد الى وابلٍ من الغزواتِ الارهابية, نشهدُ مباشرةً فزعة كبيرة لأبناءِ "عشائر الدفاع والداخلية"!!, لكن هل إن هذه الفزعة مثمرة؟ الجواب "عُرفاً نعم شَرعاً لا".عُرفاً العشائر عِندما يتعرضُ أحد أبنائها الى اعتداءٍ من قبلِ فردِ عشيرةً اخرى تأخذُ عشيرة ذلك الفرد "عَطوة", واذا لم يتم حَل المشكلة من خلالِ (الكَعدة أو الفصل) تَفزعُ عشيرةِ المُعتدى عليه لـ"تَدُك" عائلةَ المُعتدي.جراء عملية الدَك يسقطَ أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل طبعاً هذا ما لا يجيزه الشرع. للأسف نَحنُ في العراقِ مَفهومنا للأمن أصبح خاضعٌ الى هذا السيناريو التراجيدي فكلما هوجمَ البلد بالمفخخاتِ تَعرضَ الأبرياء الى دكِ سيطراتِ التفتيش تحت شعار "ألأمن مفقود والطريق مَسدود".إذن الخططُ الامنية للبلادِ خُططٌ فَزعة تسعى الى فَزِعِ القوات وتَفزيعِ المواطنين, لا أن يكونَ ألأمن ثقافة اطمئنانيه ومسؤولية مشتركة والعلاقة بين ألأمن والمواطن علاقة هدف بوسيلةٍ كما هو حالُ مؤسسة الـ(cia) والمواطن الامريكي.اهً على مضمدِ العراق!!!.فَضَلَ ان يُنتِج اغاني الـ(mcp) بدلَ إنتاج ألأمن والاستقرار بواسطةِ مَناهِج الـ(cia) عِبرَ خَطَطاً وقائيةً واستباقيةً تَباغِتُ العدوَ, فَمُنِحَ شهادةً تقديرية من الاولى, وتصخيم وجه من الثانية. وصُدك لو كَال ابو المثل (مِثل خيل الشرطة), سَيبقى الامن في العراقِ فَزعة, تبدأ قوية وسرعان ما تنتهي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك