المقالات

الذئب لا يحرس شاة..!


 

   مثلما قلنا غير مرة، أن النوايا وحدها لا تصنع المستقبل، وأن الأزمات لا يمكن مواجهتها بالتمنيات، نقول هنا أيضا :أن الأشراف لا يحتاجون فيما بينهم الى ميثاق يوثق شرفهم، وأن المعنيين بالتوثيق هم غيرهم بكل تأكيد..

   وتتذكرون أو ربما سمعتم؛ قصة البائع مع المشتري الذي كفلته شعرة من شاربه أودعها لدى البائع لسداد دين..

   وفي موضوع السلم الإجتماعي؛ يفترض أن يكون هو الموضوع الرئيس لما تفرع عن مؤتمر وثيقة الشرف الذي رعته الدولة، وحضره قادة الكتل السياسية وفعاليات إجتماعية  قبل أيام، وامتنع عن المشاركة فيه نضراء لهم آثروا أن لا يشاركوا، يحق لنا أن نبحث في مقصد السلم الإجتماعي، وبديهي أن المقصد النهائي هو المصالحة.

   وللوصول الى هذا المقصد النبيل، الذي لا نشك بمصداقية نوايا متبني مشروع وثيقته، يجب أولا تحديد مفهوم المصالحة، والبحث في أسباب الخصومة، إذ لا معنى للحديث عنها في هذه الحالة، إن لم تحدد أسباب الخصام ولا أطرافه.

   وبدت الصورة  وكأن معضلة المصالحة، تكمن في جبر الضرر بالنسبة للنخبة السياسية المتضررة، كما لو أن من تضرر من فقدان السلم الإجتماعي هو هذه النخبة فقط.

   ومع أنه ليس مقصدنا هو الاستنقاص من هذه النخبة، ولكن هذا لن يمنعنا من الحديث عن متضرر آخر ما تزال محنته تذاع في نشرات الأخبار، إذ من الواضح أن الآن ثمة طرف واحد في سيناريو الموت المنظم، وهو طرف الضحايا من ابناء الشعب، وهم ليسوا ضحايا لطرف مجهول..!..لكن هذا لن يمنعنا من القول: أن الدولة تدشن في الواقع، هروباً إلى الأمام حتى يتم التعالي عن الحاضر المر..

   في ظل مسرح سياسي غير واضح، رتبت النخب السياسية أوضاعها الأمنية جيدا، و حصنت نفسها بطرق شتى، منها الأمنية ومنها ما يلقي بظلال قاتمة من الشك، على أسباب  نأي الإرهاب عنها، وإستفراده بالشعب، و تبدو نخب سياسية كثيرة، وكأنها متوافقة مع الإرهاب فيما يفعل، أو على الأقل ساكتة عنه، فسكت عنها!

   وما دام الأمر كذلك، فإن الأسئلة المتعلقة بالماضي والحاضر والمستقبل لن تتوقف، مع انتهاء حفل توقيع ميثاق الشرف ووثيقة السلم الإجتماعي، وسوف تستمر الأسئلة والشكوك تحيط بالأمر؛ ما دام القتل طاحونة لا تتوقف..

كلام قبل السلام: أَضَعْتَ شاةً جعلتَ الذئبَ حارسَها، أما علمتَ بأن الذئبَ حَرّاسُ..!

 

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك