المقالات

مَطلوبْ دَمْ ..!


بقلم :أثير الشرع

إنَّ ما يَحصلْ للشَعب العراقي لمْ يحصل قَطْ لأي شعبٍ كان وأينما حلّ ,وكأن الشعب العراقي(مطلوب ثأر) أو(مطلوب دم )! كما نُشاهد على بَعضِ جُدران البيوت عِبارة :البيت لا يباع ولا يؤجر ,مطلوب دم !!أتخيل أن حدود العراق كُتب عليها تلك العبارة المقززّة, ومن خِلالِ ما يَحدثْ أيقنتُ إنَّ الشَعب العراقي هو المُستهدف وليسَ كما يُشاعْ الحُكومة ومن عمِلَ معها ,وما يَحدث هو إمتداداً لمعركة الطَفْ الخالدة وصِراع الحَق ضِد الباطل.تَفجيراتٍ عشوائية وإستهدافاتٍ مُنتظمة تَطال أبناءِ الشعبِ العِراقي ,تَعطي إنطباعاً مؤكداً على إن الحكومة العراقية عاجزة عن توفير الأمنْ لأبناء الشعب وأننا نعلم إن هناك مؤامرة تُحاك وتنفذ ضِد الشعب من دول إقليمية ومحاذية للعراق.بعدَ التفجيرات الأخيرة التي طالتْ وإستهدفت مجالس العزاء والمناطق الشعبية ,تزايدت الأصوات المُطالبة بتسليم المَلف الأمني بيد مُنظمات وتشكيلات لها باعٍ طويل وخبرة في ما يسمى ب(حرب الشوارع) والحِفاظِ على أمن العاصمة يعتبرهُ المعنيون بهذه المنظمات يسير جداً بِحُكم التأريخ المشّرف لهذه المنظمات بمقارعة النظام الصدامي الوحشي الذي كان يقسوا ويتعامل مع مُعارضيه بطرقٍ وحشية ,هنا أتسأل :إن حصلَ فِعلاً وأمسكت المنظمات والتشكيلات الشعبية الملف الأمني ونجحت في فرضِ الأمن ,ما هو مصيرُ الحُكومة الحالية وبالأخص وزارتي الداخلية والدفاع اللتان تداران بالوكالة,وكيف سيثق المواطن بحكومةٍ لم تستطع فرضِ الأمن وتوفير الخدمات لقرابة العشر سنين ؟.إن المؤامرة التي يتعرض لها الشعب العراقي من جيرانه ,سيواجهها الشعب بقوة في المرحلة المقبلة التي يجب أن تنتهي فيها العمليات الأرهابية وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها فإن لم تستطع فإن الشعب سيؤيد وبقوة المنظمات الشعبية التي ستنجح في فرض الأمن لأنها جزء من الشعب الذي عانى الأمرين طوال السنوات المنصرمة.صَرح مصدرٍ مسؤولٍ في وزارة النفط العراقية المؤقرة , أن العراق وقريباً جداً سيتصدر قائمة الدول المنتجة للنفط في العالم ,مما يعني إزدهار جيوب المسؤولين العراقيين وتحسين المستوى المعاشي لهم ,والمواطن العراقي ليس له الحق للمطالبة بما رزقه الله !.أليس من الأجدر بالحكومة العراقية أن تلتفت الآن لإحتياجات الشعب العراقي وتوفير ما يستحقه هذا الشعب الذي ظُلم وما يَزال مظلوماً, وهذا سيَحدْ بطبيعة الحال من التمرد الداخلي لبعض المواطنين .إن العوائل العراقية التي تسكن ما يسمى (بيوت الحواسم ) أوخيمٍ في الخلاء تكون مُعرضةً لمُغريات تجبرها أحياناً للإنخراط بفصائل مسلحة لقناعتها بأن حكومتهم وبلدهم قد رفضَ إنتمائهم ,وخيراتُ بلادَهم ليست لهم بل لساكني المنطقة الخضراء حصراً! وهذه قناعة خطيرة أراها مقبولة أحيانا بحكم أن العراق بلدٍ غني فعلاً ولا نعلم أين تذهب خيراته ؟.من الأسباب التي تؤدي لأزدياد العمليات الإرهابية ,هو الفقر والعوّز الذي يعيشه قسم كبير من أبناء الشعب ,وهنا أشير الى ضرورة أنهاء هذه المعاناة والبدء بمرحلة جديدة تجعل العراق بلداً آمناً خالياً من الإرهاب ولا يطالبهُ أحد بدمٍ أو ثأر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك