المقالات

أمنة الصدر وميسون الدملوجي في قاموس المتنبي


علي الكاتب

في الأمس القريب ,وضعتنا رحى الإقدام في راحلة شارع المتنبي , على أمل التواصل والبحث عن ضالة ثقافية نضع فيها إرهاصات الحياة و فوضويات الأقدار في عراق السائس فوق السياسة والتسييس, هكذا بدأنا المشوار أنا وزميلي علي عبد الزهرة , حيث التشظي فوق سطوح "الدكاكيكن والبسطيات" , بغية العثور على عنوان يروي ظمأ المعرفة, وبين زحام الأقدام وتدافع زبائن المتنبي , وجد زميلي حاجته في غلاف كتيب لقصة قصيرة,تحمل عنوان "خلف السدة" والتي تتناول نزوح اهل الجنوب في أربعينيات القرن المنصرم , نحو العاصمة بغداد, بعد إن وضعت صرائفهم في "الميزرا والشاكرية", غير إن الرحلة ما تزال في عنفوان شبابها , وبين التقلب فوق أبواب الكتب والمحلات, وجدنا قارب البحث يرسوا في شواطئ مقهى الشابندر, بعد ان تسابقت رائحة التاريخ والشاي معا في جرنا نحو أحضان باحته البغدادية المكتظة بعبق الماضي ووداعة التراث, لنغادر الحاضر ونرتشف كأس السنين بما حملت من موروث سياسي وثقافي واجتماعي بعد أن تأرشفت بصورة معلقة فوق جدران الشابندر , حيث التأريخ المتناثر بين أطلال أروقتها, جلسة قرأت فيها مائة عام غابرة بوقت لم يتجاوز بضع دقائق, لنغادر بعدها دولة المقهى , ونحن نكفكف الآهات بالآهات , ونتناوب في غصة الذكريات, في سؤال ارهق وجد واقعنا ,بغداد أين كانت والأن من تكون, وتستمر القافلة بالمسير , ومابين العيون المتحركة والأصوات المتصاعدة وعلى نغمات صوت المشجع العراقي "مهدي" , "تبرعوا بالدم تبرعوا بالدم لإخوانكم , هنالك من ينتظر منكم قطرة دم, لكي يعود الى الحياة", ملوحا بيده الى الأمام, ادركت بعدها ان للدم نصيب في خارطة ساعة القشلى", فذهبنا باتجاه ما نطقت به بوصلة "مهدي", فالتحضيرات على قدم وساق, بعد إن كنا نشق الصفوف المتجمهرة امام بوابة القشلى بشق الارادة والفضول, وهنا كان الكرنفال, خيام متناثرة هنا وهناك , منها من حمل التبرع بالدم والاخرة من كتب في ديباجة خيمتها , مساعدة الفقراء المتضررين من فيضانات الأمطار, و ثالثة يحمل صاحبها "مايكرفون " ينادي تكاتفوا من اجل نظافة بغداد, والمراسيم متنوعة , عود يأن بيد عراب اوتاره, و"كيتار " يصدح أملا بأصابع القائم بأعماله, وحلوى توزع على أفواه الباحثين عن حضارة , ومع الجري والحراك مع عقارب المكان, افضت خطانا عن التوقف امام معرض صوري , تمظهر على شكل سبورات مصطفة وفق شكل تراتيبي متسق, محمل بصور لنساء عراقيات , أسهمن في صناعة التاريخ العراقي المعاصر, ما أن اتفقد ببصري مرايا تلك الصور , فإذا بنقاش يدور بين صاحب المعرض الصوري وبعض الزائرين, حول صورة السيدة الشهيدة امنة الصدر , "زينب العصر", وكيف تجاورت صورتها مع النائبة ميسون الدملوجي في نفس اللوحة, معترضين ان بنت الصدر , تدور في فلك الفكر والاباء والمعتقد , وكيف جردت قاتلها وقاتل اخيها السيد محمد باقر الصدر من رداء السلطة وأدخلته فيما بعد في حانة النفاية السياسية , وهذا ما لاينسجم منطقيا مع أرشيف الدملوجي, وهنا أتيح لي أن أكون طرفا في السجال والجدل, فكان قولي , أنا لا اختلف معك في ان تضع صورة الاثنين في سبورة واحدة, إذا كان الغاية من المعرض التعريف بالرموز الوطنية من النساء العراقيات, ولكن السؤال الذي لابد من الإجابة عليه ,هل أن الدملوجي باتت عنوانا او رمزا وطنيا لتعتلي منصة التأريخ, ام ان المتنبي أمسى غير قادر في تصنيف الرمز والترميز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-09-30
في زماننا الحاضر التاريخ سهل التزوير والحقائق بتت بالمقلوب وشراء الذمم هو السائد
ومضات
2013-09-28
وأين الثرى من الثريا ولكنه خطاب لمن يبصرون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك