المقالات

شهادات جامعية مدفونة


علي الغراوي

أن القلب النابض للدولة النامية بأقتصادها وفكرها وسيادتها هو شريحة الشباب المثقف , فهذه الطاقة الهائلة أذا أستغلت بالمسار الصحيح , فلا شك انها تظهر النهضة الفكرية والاقتصادية والسياسية للدولة التي استقطبت واهتمت بشكل ملموس بهذه الشريحة . لكن السؤال يطرح نفسه هل هنالك برنامج عملي لكي يستقطب الشباب المثقف ووضع هذه الطاقة بالمكان الصحيح ؟ من خلال السنوات التي مضت والى يومنا هذا لاحضنا أن هنالك اهمال شديد لهذه الشريحة واهدار هذه الطاقات نحو طرقـات مظلمــة وبــدأ يتــفاقم مـــرض خطير ينـــعش بهـــم بدون رحمةً أسمه ( البطالة ) , وهنالك شوائب سلبية في مجتمعنا فعلا سبيل المثال أغلب الوظائف تنحصر بين من دفع مالاً حتى وان كان لم يحصل على تحصيل دراسي يأهله لشغر الوظيفة أو فتاة أستهوتها العقول مقابل علاقات غير اخلاقية وغير شرعية يتسيدها جوانب عديدة منها المحسوبيات والمجاملات والتوسط , كل هذه المظاهر السلبية في مجتمعنا يتحملها ذلك الشاب المثقف المسكين والمغلوب على امره والذي يتطلع الى الغد تارةً وكأنه يقول ((ليتك لن تعود أيها الغد )) وتارة اخرى يعيش في قضم اوجاعه حتى يستسلم الى القدر , وكل العلوم التي درسها والابحاث التي أصدرها في جامعته ينثرها الى السماء لكي ينال فقط رضا الله سبحانه وتعالي .ولا يكفي ان ذلك الشاب فرض عليه مصادقة البطالة فقط بل صادقه أيضا الفراغ واصبحت أفكاره وثقافته تقتصر على نفسه فقط , وبدأ في معالجة فراغه بالجلوس بين اربعة جدران يتطلع الى السماء من خلال نافذة غرفته وهو يعد ألايام يوماً بعد يوم حتى يوافيه ألاجل . نحتاج الى الضمير الحي والانصاف والعدالة ألاجتماعية في مجتمعنا لكي ينال كل حقاً حقه واستيعاب الطاقة الشبابية المثقفة التي تعتبر قوة الدولة في النشاط والنهوض بالواقع ألاقتصادي والفكري والتربوي , والتوصل الى ما في داخلهم من معاناة حملوها طيلة فترات طفولتهم حتى حصولهم على شهاداتهم الدراسية المشرفة وكسر حاجز اليأس لديهم لكي تتفجر ثقافتهم وابداعاتهم في المجتمع العراقي , يكفي ظلمـــــاً لشبابنا المثقف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك