المقالات

كونوا احراراً


سعد الفكيكي

قال الامام الحسين(ع) يوم الطف "ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احراراً في دنياكم" الكلمات التي لا يزال صداها مدوياً في الضمير الأنساني وهي ثورة ضد الظلم واحتجاجاً على الأعمال التي لا تمد للدين بصلة . وقال عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة الماضية في الصحن الحسيني الشريف، "كل شيءً في خطر" لما يجري في العراق من الاستهداف المتبادل بين مكونات الشعب، واصفاً الاحداث بأخطر ما يكون على وحدة العراق لأنها تؤدي الى تأجيج المشاعر والتفرقة الطائفية . يوم الخميس 19/9/ 2013 عقد المؤتمر الوطني للسلم الاجتماعي والتوقيع على وثيقة الشرف الوطني ومبادرة السلم الآجتماعي بحضور مجموعة من القادة السياسيين، وتزامنت مع يوم السلم العالمي، مع أن الواقع في بلدي كان مختلفا، لاستمرار الأحداث المؤلمة التي تعصف بحياة الناس، ولا أدري هل أن وثيقة الشرف التي تم توقيعها توفيت بعد يومين ؟ أم أنها لم تشمل جميع السياسيين واستثنت منها بعض المناطق ؟ فحرب التصريحات انطلقت بعد توقيع الوثيقة، والمسؤولين يتعمدون الأثارة والكلام خلال المناسبات عن اوضاع تمس المشاعر وتركز الأحتقان بين النفوس، فيما انتقد أخرون الوثيقة، فما هي مصلحتهم من وراء ذلك ؟ان ضبط النفس في السلوك السياسي مهم لتحقيق الاستقراروالعكس منه يؤثر بشكل مباشرعلى المجتمع، فالمواطن هو الضحية ومن يدفع ضريبة الخلاف والتصعيد بالمال والاولاد، واي اصلاح بعد ذلك ممكن اجراءهٌ، فكل ما يحدث وما يصدر من الساسة سيبقى راسخاً في عقول الناس، ومثلما ان الشعب يخلد رجاله العظماء فانه لا ينسى من ظلمه .هناك جهات داخلية وخارجية تسعى الى اسقاط العملية السياسية في العراق واضعاف هيبة الدولة عبر اثارة النعرات الطائفية، والوقوف بوجه اي مبادرة يمكن لها ان تسهم في تقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات، بوجود بعض الاطراف المتناقضة في واقعها، فهي في صميم العملية السياسية ولم تشارك التوقيع على الوثيقة، وكان يفترض بها اما المشاركة واثبات حسن النية تجاه الوطن والشعب، لان الوضع الحالي يتطلب التكاتف لايقاف الموامرات ونزف الدم، او الخروج من هذه العملية لكي تكون تصريحاتهم منسجمه نوعا ما مع مواقفهم، ونستشهد بالاية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد /11) . لله درك يا حكيم، "الوطن الذي لا نستطيع ان نحميه بالتأكيد لا نستحق ان نعيش فيه، والشعب الذي لا نستطيع ان نخدمه بالتأكيد لا نستحق ان نمثله" .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك