المقالات

فضيلة صاحب الفضيلة!!


بقلم/ ضياء المحسن

تعد الفضيلة أرفع درجة من درجات الخُلق، كما أنها تطلق على العالم المتدين، من هنا فإن الناس تستمع إلى خطبه وتوجيهاته، كونه سبق المستمعين بتحصيل العلوم الدينية وتفقه فيها، من هذا المنطلق فعلى أصحاب الفضيلة أن يكونوا مدركين لما يقولون ومتى يقولون وإلا فإن كلامهم قد يرتد بالضد عليهمفي زمن النظام السابق كان خطباء الجمعة يستلمون الخطب جاهزة من دوائر الأوقاف التي يتقاضون منها رواتبهم، وكانت هذه الخطب تروج للنظام في وقتها؛ وتمجد لأفعاله وما يقوم به " حتى لو كان أغلب الكلام لا يقصدونه فعلا، لكنهم كانوا يقولونه لأنهم مأمورين" أما بعد التغيير فلم يعد هناك وجود لدائرة أوقاف تابعة للنظام، بل بنتا نرى دائرتي أوقاف " للسنة والشيعة" الى جنب دوائر أوقاف لبقية الأديان، من ثم فإن خطاب كل منهم الديني يختلف عن خطاب الأخر بمقدار لا يبتعد عن الثوابت الوطنية، وأخذنا نستمع الى خطب دينية رصينة تؤكد على الوحدة الوطنية ورص الصف الوطني ونبذ الفرقة والطائفية، من غير أن يكون هناك من يمجد لرئيسنا الهمام والبطل المغوار، وهذا هو الصحيح فيما يجب أن يقوله فضيلة رجل الدين الذي يحترم نفسه ودينه؛ والناس الذين يتحدث إليهملكننا أخذنا نسمع خلال المدة القليلة الفائتة، من بعض أصحاب الفضيلة المحسوبين على هذه الفئة أو تلك بتمجيد الحكومة والتزمير للسلطة بدون وجه حق، وأنا من حقي كما المواطن أن يسأل وأن يجد الجواب الشافي من قبل أصحاب الفضيلة أولئك: ماذا فعلت الحكومة المواطن لكي نمجد ونطبل ونزمر لها؟!!لقد فشلت الحكومة في أهم جانب من الجوانب التي ما فتئت تتعكز عليها، ألا وهو الجانب الأمني، ناهيك عن فشلها في الجانب الخدماتي والصحي والتعليمي، فالخروقات الأمنية المتكررة والتخبط في الخطط الأمنية واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، ولم تعد تعرف الحكومة ماذا تفعل في هذا الجانب، هذا إذا ما وضعنا في الحسبان أن ميزانية الأمن والدفاع يربو على العشرين مليار دولار " بملاحظة أن ميزانية دولة كتونس مثلا لا يتعدى الستة مليارات دولار" فأين هو الأمن الذي يتم صرف مثل هكذا مبالغ عليه، أما في الجانب الخدماتي، فلا أتصور أن يكون هناك من يقول بأن الحكومة قد أوفت بوعودها وتعهداتها للمواطن في توفير الخدمات له، فها هو المواطن واقع تحت رحمة أصحاب المولدات الأهلية، والمناطق السكنية تكاد تمتلىء أزقتها وساحاتها " التي من المفترض أن تكون ساحات لعب ولهو ومتنفس للعوائل أثناء وقت الفراغ" بالأوساخ والنفايات، ناهيك عن إفتقارها لأبسط الشروط الصحية لأن تكون حديقة عامةإذا هي دعوة صريحة لأصحاب الفضيلة من الشيوخ الذي يرتقون المنابر في الحسينيات والجوامع للإبتعاد عن التطبيل للحكومة، في محاولة صريحة منهم لزج المنبر الحسيني والجوامع في عملية تحشيد إنتخابي مفضوحة لغرض الكسب المادي لهم، كلامنا إبتداءاً سيكون عموميا، لا نشخص أحداً بعينه، لكن إذا إقتضى الأمر سنصرح بالأسماء علانية؛ فلا تضطرونا لفعل ذلك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك