المقالات

عشم ابليس بالجنة


بقلم : قاسم محمد الخفاجي

شخصية الشعوب تحددها افكار وانشطة ابنائها تماماً كما هو الامر بالنسبة الى الافراد ، فالشعوب تستطيع ان تجدد ذاتها في أي وقت ، عندما تجدد افكارها ونشاطها ، شعب بلا امان ولا تطلعات شعب بلا مستقبل .بعد 9 4 2003 أصبح العراق مسرحاً لكافة القوى الإقليمية والدولية التي تمارس أجندتها بأدوات محلية، ورغم مرور عشرة سنوات ، مازال العراق تحت وطئة التدخلات الخارجية ، ولم يستطع ان يحصن نفسه خارجياً عن طريق بناء علاقات مبنية على التفاهمات والمصالح المشتركة ، للقضاء على منابع الارهاب ، لاسيما ان السياسة كما يصفها بعض السياسيين بـ ( الفن الممكن ) ! ، ولم يستطع العراق ان يحصن نفسه داخلياً عن طريق تجفيف حواضن الارهاب ، ولم يٌفعل الجانب الاستخباري الذي تعتمد عليه جميع دول العالم في الحفاظ على امنها واستقرارها ، ولم تقم الحكومة من القضاء على الاختراقات في الاجهزة الامنية ، ولم تحاول تغيير سلوك القيادات الامنية التي معظمها من البعثيين والذين لازالوا يمارسون ثقافة وسلوك البعث المجرم .كنت قريباً من احد الانفجارات الاخيرة التي ضربت العاصمة بغداد ، وحتى لحظات كتابة هذه الاسطر اسمع صوت الانفجار يصك أذني ، و ما زلت ارى الوهج يومض فيبهر عيني ، وما زلت اشعر بالأتربة والحصى وهي تتناثر عليً من جراء هذا الانفجار الدموي ، الحمد الله خرجت سالماً جسدياً ، ولكني مزعوجاً ومتألم كأي عراقي لما يحصل من تردي للوضع الامني وسط عجز حكومي ، فالحكومة لا تجيد سواء التضييق على المواطن ، من خلال الخطط الامنية الفاشلة ، والقيادات الامنية التي تكرر فشلها دون تغييرها بسبب ولاءها لرئيس الحكومة ! العراقيون يتسألون الا توجد قيادات امنية اكفأ من الموجودة حالياً ، لكي يضعوا خطط لينحسر حجم الارهاب من خلالها ،بربكمكيف يبنى العراق وينعم بالأمن والامان ، مالم يتشارك في بناءه جميع العراقيين ، الشراكة نصر ، لاسيما ان الأفكار تختلف من حزب لأخرى ومن قومية لأخرى وحتى من عائلة لأخرى ،( اذا فكر رجلان من رجال احدى المؤسسات على نمط واحد تماماً فأننا نستطيع الاستغناء عن خدمات واحد منهم ) اليس كذلك ، فاذا جمعنا رؤى جميع الاحزاب مثلاً في مسألة الامن ، لاشك سوف نصل الى بر الامان ، ولكن اذا بقي الملف الامني بيد رجل واحد والدولة بيد حزبه ، والعجيب انه يحاول ان يظلل الشعب في اكثر من مرة عندما يشعر بالخطر على منصبه ، فيصرح في الفضائيات ان المستهدف ليس شخصه بل العراق والعملية السياسية! كذلك يقول الكل يتحمل مسؤولية الوضع الامني ،ويناقض نفسه ويقول لدي ملفات تكشف من يقف وراء تردي الوضع الامني ! كيف ذلك وانت القائد العام والقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع والمسؤول عن الامن والمخابرات ، لماذا لا تكشف تلك الملفات وتعلن اسماء والجهات المتورطة بدم العراقيين اليست ارواح العراقيين امانة بعنقك ، ويقول ان الوزراء فرضوا عليً ، نقول لماذا تقبل بترأس حكومة كما تقول غير كفؤة وغير اختصاص ، الجواب لأنك لا تفكر الا بالمنصب ، فماذا نفسر وزير الصحة طبيب بيطري مثلاً ووزير الثقافة هو وزير الدفاع وكالة ! وووو...الواقع سوف يظل العراق يعاني ، خصوصاً وان هذا الرجل المهووس بالسلطة اصبح بارع في صنع الازمات ، ونكث العهود وعدم الالتزام بالوعود ، ان عشمه بالفوز بولاية ثالثة عشم ابليس بالجنة، العراقيون يعلمون انه ( لا يستقيم الظل والعود اعوج) وهم مسؤولون على تغيير حياتهم من خلال الانتخابات البرلمانية القادمة ويجب عليهم تغيير الخارطة السياسية فهم جربوا دورتين انتخابيتين ولم يجنوا الا الازمات والارهاب والتهجير والاغتيالات والوعود الكاذبة واستباحة البلادوقتل العباد.

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفاً فدعه ولا تكثر عليه التأسفاً

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك