المقالات

المؤتمر الوطني : الامن عبر بوابة السياسة


جواد العطار

الإرهاب والتدخلات الخارجية والازمة الاقليمية والفساد والخلافات السياسية داخل البرلمان واختلاف الكتل السياسية ذاتها وتصارعها .. وغياب الحلول وعجز اللجان التحقيقية السابقة او الحالية عن تقديم او كشف أية حقائق ملموسة امام الرأي العام ، والاحتقان والتحشيد الشعبي للشارع العراقي عبر المظاهرات والاعتصامات والتصريحات وتبادل الاتهامات بين كبار الساسة والمسؤولين وغياب رئيس الجمهورية والوزراء الامنيين ، واجواء القلق والترقب الشديد للأوضاع العامة والمريبة التي تعصف بالبلاد في الفترة الاخيرة ، خصوصا التدهور الامني الخطير الذي يعانيه المواطن ويدفع ثمنه يوميا دما والما منذ فترة ليست بالقصيرة عبر المفخخات والعبوات والاغتيالات والتهجير .. كلها ملفات وقضايا كانت حاضرة في ذهن كل من حضر الاجتماع الوطني في القصر الجمهوري او من وقع على وثيقتي الشرف والسلم الاجتماعي .واذا كان مما لا يختلف عليه اثنان ، بان كل التدهور المذكور هو من نتائج وتراكمات مرحلتي الاحتلال والازمات السياسية ودوامتها التي لم تتوقف منذ اكثر من عام والتي يتحمل بعض الحضور جزءا من المسؤولية فيها ، فان كل هذا آن له ان ينتهي بالاتفاق والركون الى الحوار الوطني الواسع والشامل القادر على تجاوز الأزمات بروح الجماعة المتراصة وبلجنة السلم الاهلي التي يفترض ان يُعمل على تفعيل بنودها وآليات عملها بأسرع وقت حتى نضمن نجاحها في بلوغ الهدف الاسمى باستمرار التعايش؛ الذي جبلت عليه طوائفنا منذ الازل؛ وبفرز المتطرفين عن المعتدلين .. والتعامل معهم وفق هذا الاساس . اذن نحن بحاجة اولا الى تسقيط حقيقي للحل الامني باعتباره خيار وحيد .. في مواجهة الارهاب ، مثلما نحن بحاجة الى خطط امنية جديدة بالتزامن مع المعالجات الاقتصادية والاصلاحات السياسية والمبادرات الوطنية .. فهل نستطيع ان نعترف اننا نملك العدة والعدد لكننا لا نملك الخطط الناجحة لاستتباب الامن ؟ وهل نستطيع تغليب لغة الحوار مع الشركاء بفرز المعتدلين - بالمكاشفة والمصارحة لا بالعداء او الاستعداء - وتقديم المجرمين من غيرهم للعدالة ايما كانوا ؟ان كنا فعلا بحاجة الى ذلك ونستطيع المباشرة به ايمانا ويقينا ، فعلى من حضر اجتماع الخميس التحرك على من لم يحضر المؤتمر من شركاءه السياسيين اولا؛ وعلى القوى السياسية غير المشاركة في الحكومة والبرلمان ثانيا؛ وعلى المعتدلين من مناطق تظاهرات المحافظات الغربية ثالثا .. لعرض بنود وثيقتي الشرف والسلم الاجتماعي عليهما واقناعهما بالتوقيع عليها لان الوثيقتين ليستا حكرا على احد او يمكن لأيا كان ان يطبقهما منفردا او على شكل مجموعات .. وليظهر جميع السياسيين امام الشعب موحدين وامام الارهاب جبهة واحدة غير متفرقة .. وعندها فقط ستمر خارطة طريق الامن؛ الناجح والفعال في محاربة الارهاب؛ عبر بوابة السياسة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك