المقالات

الشرف والسياسة في بيت السلم الأهلي


علي الكاتب

بدءا وقبل الشروع , لابد من الركون والتسليم الى ان مبادرة وثيقة الشرف والسلم الأهلي التي اشهر ورقتها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي , قد اعترفت شكلا ومضمونا بأن هنالك تشوهات قيمية في مفردات المفاهيم الوطنية وأسس التعايش الاجتماعي داخل البيت العراقي بشكل عام, وهو ما يعطي التبرير والأهمية لتداول هكذا مشاريع إصلاحية تقويمية من اجل إجراء إحداث عملية الترميم والشد في تراكيب المؤسسة العراقية التي باتت تحت مرمى الاستهلاك السياسي و سوء الاستخدام السلطوي , وهو ما جر في تبعاته الى تقاطع واقتطاع ومقاطعات فضلا عن انسدادت سياسية, يرتقي البعض منها الى درجة الإنعاش في شريان المشروع العراقي ما بعد سقوط النظام الشمولي عام 2003و بالتالي فأن صراع الكراسي قد تخفى تحت عناوين مختلفة , فتارة يطفو على السطح بزة عسكرية وتارة فقدان للهوية وتارة طوئفة وطائفية, حتى أصبح النسيج الاجتماعي العراقي طريح العلل التأسيسية الداخله في مفاعل التوليد الوطني , فأمسى رقم الوصول وبعد عشرة سنوات من التجربة اقل قيمة من نقطة البدء والانطلاق, وهو خلاف المنطق والحساب, فأذا ,نحن اليوم أمام طلاسم و معضلات اكثر من كونها اختلافات وأزمات, ففي بدئ المرحلة الانتقالية قد بوبت الأخطاء على أنها حركة طبيعية في مسار التحول الديمقراطي الناشئ في العراق , ولكن ان يصبح البيت العراقي مفقس كبير لتوالد الاهتزازات والانهيارات السياسية ومايتعلق بها ويتركب ضمنها من محاور أمنية واقتصادية وثقافية وبعد اقتطاع الأشواط وما ترافق معها من احتراق للوقت و فداحة في الأموال وجزالة في الدماء , فأن ذلك قد يضعنا أمام خيار قلب التربة وإعادة حرثها, والأ فالمعالجات اغلبها باتت تدور في فلك الإسعافات لأولية.وثيقة الشرف الوطني والسلم الأهلي , حقيقة عنوانا مهما في سجل الحاضر السياسي ونحن نتضامن مع مواثيق طياته , غير اننا نحتاج التوقف في اعتاب ما يرمي اليه , من رأب للصدوع المذهبية واسدال للستار على فصول من الحماقة السلوكية التي نالت من ثوابت الوئام الاجتماعي العراقي , على شريطة ان لا نقفز الى الأمام بأخطاء الماضي , وعليه لابد من الاعتراف أن الأزمة العراقية في الكثير من جنباتها إعراب لأجندات ومشاريع إقليمية , ترجمت بمفردات عراقية, فاختلاف الاتجاهات الحزبية وصراع الوصول الى السلطة , قد رحل مفاهيم الاختلاف في الرأي الى عتبات الخلاف الأيدلوجي في الفكرة والمفهوم, فيجب ان تبنى الحلول من إدراك حقيقي واقعي لمواطن الاختلال والخلل لا من واقع الجمال والمجاملة, فأذا ما قلنا وثيقة سلم اهلي او اجتماعي لابد من الالتفات أولا, نحن الان اين نقف الان من ذلك العنوان بما يدل ويؤشر لماهية المشهد ؟, ومن ثم الانجرار وراء استكمال ادوات التطبيق لشكل ومضمون السلم الاهلي او الاجتماعي بما يحتاج من حاكم حكيم, وتدوال سلمي للحكم وعدالة اجتماعية وحرية في التعبير , فهل البيئة السياسية في العراق قادرة على تطويع تلك المفاهيم المدنية بأطار سلطة؟؟. هل تمتلك من الثقافة الديمقراطية التي تؤهلك ان تكون خارج المنصة السياسية اذا كنت جزء من الخطأ؟؟. وهو ما يقتضيه الثابت الوطني , ويطلبه الشرف السياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك