المقالات

موطن غني مواطن فقير


علي الغراوي

معادلة غريبة من نوعها يتحملها العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر فأرضهم التي تنبع بالخيرات والموارد الهائلة التي بأمكانها جعل كل مواطن عراقي ملك زمانه باتت للصوص والمرتزقة تمرح بها ما تشاء , ربما هذا قدر العراقيين عندما تكون خيراتهم لسراقهم . سيبدو من قبيل المفارقة المحزنة أن بلداً نفطياً مثل العراق يقع 23 في المئة من سكانه، أي سبعة ملايين نسمة، عند خط الفقر, وهو ما رصدته منظمات دولية، واعترفت به ما يُسمى بـ "الاستراتيجية الوطنية" في الحكومة العراقية التي أخذت على عاتقها "التخفيف من الفقر ودراسة مستوياته بين الريف والمدينة" لتقديم الحلول الممكنة بما يحقق مستوى آمناً من العيش في بلاد افترعها نهران عظيمان وقبعت على بحيرات هائلة من النفط الخام.يكتفي الاعتراف الحكومي بالفقر بإحالة الامر الى مرحلة النظام السابق الذي تسببت حروبه العبثية وتبديد أمواله على الأسلحة، وسنوات الحصار التسعينية، بتهشيم كل الخطط الاقتصادية الموضوعة للعراق وتحويله من بلد منتج الى مستهلك فوق العادة.كما أن الفقر هو السبب الرئيسي الذي يؤدي الى أنهيار الدولة والمجتمع , حيث اكد باحثون اجتماعيون على ان الفقر يلعب دورا اساسيا في الانحراف السلوكي لدى الاحداث في العراق، منوهين الى ان تصاعد معدلاته في العراق ادت الى زيادة نسبة العنف والجريمة في المجتمع . فهذا ما كان يخشاه أمير المؤمنين علي (عليه السلام )خوفاً على رعيته عندما قال (( لو كان الفقر رجلاً لقتلته )) مقولة عظيمة بعظمة قائلها سيد المتكلمين والبلغاء أجمعينفماذا لو أردنا تنفيذها وتطبيقها في يومنا هذا وقد بات الفقر يلازمنا في كل مكان وحين .فهاهو اليوم يتلون بألوان جديدة في وجوه جميع السياسيين العراقيين الذين أوصلوا بلادنا إلى حافة الهاوية دون رحمة .وها هو الفقر تمثل بصورته البشعة في وجوه الفقراء البائسين والمحرومين المعوزين من ملايين العراقيين المشردين المهجرين المبعدين العاطلين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك