المقالات

البصرة تعاقب اليوم كما بالأمس


حيدر حسين الاسدي

منذ ان أطلق السيد عمار الحكيم مبادرة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، لم تتوقف الماكينة الإعلامية المنافسة من تقديم الموضوع للرأي العام على انها مجرد مزايدات انتخابية ومحاولات يهدف من خلالها المجلس الأعلى كسب ود أهل البصرة وتحقيق انتصار انتخابي فيها ، الا إن حقيقة الأمر وواقع الحال يبرهن ان السيد الحكيم لم يقدم هذه الحسابات على مصالح أهله في البصرة لسبب بسيط جداً ان يوم قدمت هذه المبادرة كانت البصرة وحكومتها التشريعية والتنفيذية بيد الأحزاب الأخرى وكان المجلس الأعلى مجرد كيان مشارك بعدد من الأصوات في هذه الحكومة لكن واجبه الأخلاقي وحرصه المتواصل تجاه رفع الحيف عن أبناء بلده دفعه لاعتماد هذه المبادرة ، واليوم وهو يحاول ان يقر هذه المبادرة ويدافع عنها في موقع المنتصر ولا يحتاج الى مزايدات انتخابية كما يدعي البعض .أذاً لماذا البصرة يقع عليها الاختيار لتكون عاصمة العراق الاقتصادية ولا يدخر المدافع عنها جهد لاقرار القانون ؟البصرة مدينة حباها الله بموقع متفرد وثروات اقتصادية متنوعة وطبيعة خلابة تتشكل من كثرة أنهارها التي يزيد عددها على 62 نهراً رئيساً وعشرات الجداول التي تتفرع من نهرها الكبير شط العرب ، وغابات النخيل المميزة بثمارها ، وأهوارها الساحرة ، فضلاً عن المواقع الدينية والأثرية والتاريخية ذات الاحترام والتقديس لأعداد كبيرة من الناس داخل وخارج العراق .ومنفذنا الوحيد للاتصال بالعالم الخارجي بحراً عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية عن طريق مينائي أم قصر والفاو . البصرة مرتبطة جوياً عبر مطارها بعدد من العواصم العالمية ، فيما ترتبط بخمسة طرق برية منها أربعة للسيارات والخامس طريق للقطار السريع ، وبطريقين نهريين بالعاصمة والمحافظات الأخرى عبر نهري دجلة والفرات . تجاور البصرة ثلاث دول هي الكويت ، السعودية ، إيران ، وهو ما عزز موقعها كأهم مركز تجاري في العراق تضم البصرة حوالي (65) مليار برميل نفط خام كاحتياطي مؤكد . هو ما يتجاوز نصف الاحتياطي النفطي في العراق . وبما أنها تمتلك كل تلك المؤهلات , وتعاني الإهمال من قبل الحكومة الحالية والسابقة , فهي لا تحتاج فضل من احد يدفع لها من جيبه ليعمرها ، بل تحتاج لمعادلة بسيطة لا تكلف سوى استقطاع جزء من خيراتها لجعلها في مصافي العواصم العالمية .ما ستجنيه البصرة وكل العراق من هذه المبادرة يجعل أبن الرمادي والنجف ودهوك وبغداد على أرض المدينة يتمتعون بخيرها.المبادرة التي رفضتها الحكومة بحجج عدم نفعها وجدواها ، تحتاج منا وقفه وحديث وتوضيح للدفع باتجاه إعادة الحق لعاصمة العراق الاقتصادية وتمرير قانونها المعطل ، حتى تبتعد كل المساعي الرامية لإعادة الحقوق عن المزايدات السياسية ، وعلى القوى السياسية الحاكمة أن تستبدل طريقتها بالصراع بتعطيل القوانين النافعة ، وتثبت أنها تسعى وتتنافس في طرح المشاريع الناجحة وتتسابق في خدمة هذه الشعب لتحصدوا المكافئة بتجديد الثقة لكم في الانتخابات المقبلة ، قبل ان يعاقبكم على فشلكم وتهاونكم في إقرار الحقوق الضائعة

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك