المقالات

الديمقراطية لا تقبل نقض العهود والمواثيق


حسين الركابي

إن الديمقراطية، والحرية ارث كبير لدى معظم شعوب العالم منذ خلق الله البشرية إلى يومنا هذا، والتي غرس ركائزها وشاع ثقافتها هو الانسان الذي يؤمن بهاء، ويطبق بنودها، ويعمل ضمن مرتكزاتها. فلذلك اليوم نرى الكثير يؤمن ان الديمقراطية هي المسار الصحيح والجاد، لكن ضمن ما يعتقد به كشخص، أو حزب، أو جماعة، واعتقد هذا الامر في غاية ألخطورة؛ لان الديمقراطية هي عملية بناء على اساس الحقوق، والحريات، واحترام كرامة الإنسان، ولالتزام بالواجبات، والعهود، والمواثيق؛ التي ابرمت بين الاطراف أو ألجماعات، ولذلك لا تغرس تلك القواعد إلا على التضحية، والجهود الكبيرة، وتقطع شوط طويل في هذا المضمار المضني والشاق للوصول إلى مبتغاها. فما بالك اليوم، ونحن نعيش في منطقة منذ عام 2003 تطفو على امواج المصالح ألطائفية، والحزبية، والشخصية، والتي اجتاحت معظمها الافكار المتطرفة، والمشبوهة، وأضحت فيها الديمقراطية اسماً وشماعة خالية من محتواها، وجوهرها الحقيقي؛ فلابد من تخطي حالة ألتذمر، والبؤس التي اعاقت تقدم ألبلدان، وأثرت بشكل كبير على روح ألتضحية، والتفاني، والإخلاص لدى معظم الشعب. ولا سيما ونحن في العراق، فقد خرجنا منذ عشر سنوات من نظام دكتاتوري مقيت، وئد ألوطنية، والحرية، والحقوق في نفوس ألمجتمع، وزرع بذرة لا يمكن التخلص منها بعقد أو عقدين؛ لكن تأتي الامور دواليك حتى تصل إلى مقامها المحمود. إن مفهوم الاستقالة، والإقالة، هو احد اركان العمل أو النظام الديمقراطي التي تبنا علية الدولة ألحديثة، والديمقراطية، والذي يتبنى ذلك المفهوم لابد إن ينطلق من"مرتكزات وثوابت واضحة" نحو الأفق، والتي تبدأ تلك المرتكزات من النظام الداخلي للتيار، أو الحزب، أو الجماعة التي تؤمن بهذا المشروع. لا غلو عندما نقول إن الذي سبق تلك ألتيارات، والأحزاب العراقية الاخرى بفارق كبير، وبخطوات ثابتة هو" تيار شهيد ألمحراب" والمبادر الأول حينما رأى المصلحة العامة تتطلب منه ذلك؛ فقد قدم استقالته الدكتور"عادل عبد المهدي" النائب الأول لرئيس ألجمهورية، وفي الوقت الذي يتمنى ذلك المنصب جميع ألتيارات، والأحزاب الأخرى؛ وكذلك المبادرة الكبرى التي خرجت من اروقته للتنازل عن الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس ألنواب، ومجالس ألمحافظات، وأخيرا وليس اخرا عزل النائب عن كتلة المواطن في محافظة البصرة"احمد السليطي" وهذا الامر يعد قمة الوفاء بالعهود، والمواثيق الذي الزم بها نفسه إمام ابنائه اولاً، وإمام شعبة ثانياً، وركز شاخصا على سنام ألديمقراطية، ودرسا يدرس به الاجيال...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك