المقالات

حين يقول لنا المالكي "خلوها بيناتنه"!!

780 12:30:00 2013-09-12

علي حسين

إذا افترضا أن لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للمالكي وبعض مقربيه لأنهم أبدلوا ملفات،مثل الأمن والخدمات بملف ساخن و "طازج" اسمه "هاي بيناتنه"..

 فقد فوجئ العراقيين برئيس البرلمان وهو يسأل بالصوت والصورة رئيس مجلس الوزراء عن إهمال البيان الذي يلقيه لفقرة خاصة بمطالب المتظاهرين والمعتصمين.. وأمضى العراقيون سهرة ممتعة مع المالكي وهو يقول للجميع "هاي الفقرة نخليها بيتنانه" وسمعنا جميعا الكومبارس الحكومي يطلق همهمات الإعجاب.

بالامس قرأ الناس جيدا رسالة الخلاف بين حزب المالكي والكتل السياسية الأخرى، وعرفوا أن الأمر أكثر من خلاف سياسي.. ودققوا جيدا في التصريحات التي خرجت من كلا الطرفين اللذين شاركا في مباراة المالكي والنجيفي، وراجعوا الهتافات التي انطلقت في الفضائيات وبين أروقة البرلمان، وقارنوا بين كل ذلك وبين ما جرى خلال السنوات الماضية..

فاكتشفوا مثلما اكتشف أبسط عراقي ان الكارثة السياسية الأخيرة مدبرة ومخطط لها جيدا لمواجهة فشل الحكومة ومعها جهات تنفيذية في توفير الحد الادنى من الخدمات والأمن، فعلى طريقة "خليها بيناتنه" تدار المعارك السياسية لابتزاز العراقيين بفزاعات ضرب سوريا مرة، ومرات بوضعهم أمام صور شديدة القتامة والخوف، إن هم لم ينشغلوا بالحديث عن معركة سقطات البث المباشر.. ماجرى أمام المشاهدين لم يكن مسابقة في، من صاحب اجمل ابتسامة، خضير الخزاعي ام صالح المطلك، ولا معركة كلامية بين الجعفري والملة، بل هي معركة سياسية دامية ضد التغيير في العراق وضد الديمقراطية وضد حقوق المواطنين في مجتمع يحترم آدمية الإنسان، خطط لها ونفذها ساسة همهم الوحيد البقاء أطول فترة ممكنه على كرسي الحكم.

من العبث أن يحاول البعض قراءة ما جرى بعيدا عن فوضى الشغب السياسي الذي يمارسه معظم المسؤولين، ومن المضحك ان يحاول البعض وضع تسميات لما يجري بعيدا عن معارك المصالح والمنافع لسياسيين يغيرون جلودهم ويتلونون في كل مكان وزمان.

ولهذا فلا أعتقد ان مؤتمرا مباشرا مهما كانت النوايا المخلصة "لبثه" سيحل المشكلة القائمة ولن يجدي نفعا أن المالكي أذعن لمطالب النجيفي في ما بعد.. كما بشرنا البعض، فالمشكلة الحقيقية أننا اليوم نعيش في ظل سياسيين بلا رؤية، لا يعرضون أفكارا ولا يطرحون سياسات، ولا يفرقون بين كلمة "نحباني" و"تحياتي" - مع شديد الاحترام للراحل سليم البصري.

عندما يقول المالكي "خليها بيناتنه" وعندما يقرر النجيفي أن المالكي خدعه على الهواء مباشرة، فهذا يعني ان الجميع مصرون على مواصلة ذلك الخطاب المحرّض على الفوضى السياسية، هذه الفوضى التي تجعل من اجتماعات القادة مجرد دراما اجتماعية تنتهي بوعود وأمنيات واحتمالات أكثر مما تقر بالتزامات واستحقاقات وإجراءات عملية ملموسة، وللأسف ان الناس التي تتابع هذه اللقاءات سيرمى لها بالفتات من التصريحات.

المؤكد أن الناس كانت تضرب "أخماس في أسداس" لمعرفة تفاصيل اجتماع قادة الكتل، لكن العبقري الذي أمر بإذاعة بيان المؤتمر على الهواء وفّر لها خدمة مجانية عظيمة لا تقدر بثمن وجعلها تعرف كيف تفكر الدولة العراقية بأحزابها ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية، ولم يكن ينقصنا إلا أن تكون هناك ترجمة فورية إلى السنسكريتية والقرقوشية.

السادة أصحاب "خليها بيناتنه" الناس تسلت دقائق مع عرضكم المسرحي الباحث عن الفضيحة، لكنهم - أي الناس - فى كل ساعة سيطالبون بدولة محترمة، يجدون فيها عملا وأمنا وخدمات دون إهدار للكرامة و لا رشاوى أو منح أو صفقات من أحزاب تتعامل مع الشعب على أنهم جيوش من "الدايحين".

هل ننتظر توضيحا لمقولة "خليها بيناتنه" أم أننا بصدد مجموعة من الهواة يديرون أمور هذه البلاد؟ وبالتالي فعلينا أن نضع أيدينا على قلوبنا تحسباً لما هو قادم من عروض كوميدية تبث على الهواء مباشرة.

المصدر : صحيفة المدى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-09-12
لاتصدقون حين اقول لكم انني استأنست كثيرا بما شاهدت من المسرحية على الرغم من كآبتي من المنظر العام. فهي كانت فرصة لي لأحلل تلك الوجوه الكالحةالتي يدفعها خوفهم من السقوط الجماعي ومصالحهم المالية .فقد أثاروا اشمئزازنا وشعرنا بأن العراق فعلاً اذا بقي مرهوناً بتلك الحثالات فنقول الك الله ياعراق الصابرين.هل لاحظ الشعب العراقي كيف يتهافتون على عدم تركهم لمكانهم وبدوا متجمعين كربيضة الغنم كلهم يحاول ان يجد له مكاناً ليس لهذا الموقف بل للمستقبل لان صراعاتهم بدت سخيفه ووصلت حتى على مكان الوقوف (خايبين ).
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك