المقالات

على وقع عار قمع تظاهرات 31 آب..!


 

 قاسم العجرش      

   لعل من سعود طالعنا ـ كدعاة للحرية ـ في هذا الزمان الأغبر، أن صحوة الشعوب الراهنة أو ما أطلق عليه أسم الربيع العربي خطأ، قد كشفت مستور تيارات وأبواق وأفواه، لطالما سمعناها تعزف ألحان الحرية على وقع تضحياتنا؛ ولكن عندما يُطلب منها التضحية والفداء، أو على الأقل مشاركتنا آلامنا ـ ولو بمراسم العزاءـ تجدهم يهيمون في أبراجهم العاجية البعيدة عن أحلام البسطاء, وقد أصبحت الحرية في خيالهم المطلي بصبغة سوداء؛ مثل ما وصفنا: ترف أو نزق يمارسه الشعب....

   فالحرية وفقا لسكنة الأبراج العاجية من ساسة زماننا الأغبر "ترف" لا يجب مقاربته من قبل الشعب، وإن قاربه "بعض" هذا الشعب فإن التهم جاهزة: العمالة والخيانة والارتباط بـ " أجندة" خارجية، لأن من يطالب بالحريات؛ لابد أن تكون أصابع أجنبية قد حركته، وفقا لخيال ساسة هذا الزمان الأغبر ..! أما من يكتب عن الحرية أو ينظر لها، فإنه مستورد لنظرية غربية لا تتلائم مع "خصوصياتنا" و" تراثنا" و"مبادئنا" و" واقعنا"..!

   ساسة هذا الزمن الأغبر عبأوا رؤوسنا قبل أن يعتلوا ظهورنا، بأحاديث دسوا بينها مفردات عائمة هائمة..الأمجاد..المواقف...القيم..الثوابت الوطنية..التضحيات من أجل الأوطان..حب الوطن من الإيمان......(إستطراد ليس مزعجا على أية حال): لا أعرف لم تذكرت للتو وصايا صدام حسين، ومنها وصيته العجيبة: "عملك شرفك فمن لا عمل له لا شرف له"..حينها كان البلد كما هو اليوم، يعج بالعاطلين!!..لاحقا عرفنا أن الرجل كان يقصد بالعمل خدمة النظام وطاعته..

   ساسة هذا الزمان الأغبر "يطالبون" بتحقيق الأحلام، ويفترض أنهم الأولى بـ " السعي" لتحقيق تلك الأحلام..لكنهم متدرعين بمتاريس وآهاب فشلهم الذي ألبسوه ثيابا رسمية، جالسين في أماكنهم، منشغلين بأنفسهم لا يبحثون عن صناعة أمجاد حقيقية تعبر عن جسارتهم, لا ينظرون للواقع الذي نحياه..وببساطة أشد أنهم لا يمتلكون آمالا حقيقية، وحتى إهتماماتهم لا هوية لها...

   ساسة هذا الزمان الأغبر هم وليس غيرهم، وليس من سبب آخر قطعا، سبب تعاستنا، ولعلهم يعرفون ذلك، بل من المؤكد أنهم يعرفون...لكن الذي لا يعرفونه أو ـ ربما ـ يعرفون ولكن إعلان المعرفة يرعبهم، أنهم إن عاجلا أم آجلا ستسقط أوراقهم كما تسقط أوراق الشجر في الخريف..

 كلام قبل السلام: أوراق الأشجار التي تسقط في الخريف تنزل الى الأرض دائما...

 سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك