المقالات

في العمق: دولة داخل دولة..!


   نقرأ في أدبيات السياسة عن تعبير مخيف الى حد ما، وأعني به تعبير "دولة داخل الدولة"، والذي أتخذناه عنوانا لمقاربتنا هذه.

   ومع أنه معنى يستحق أن يجري التعمق به بحثا ودراسة، إلا أن ما يعنينا هنا من هذا المفهوم، هو أثره المباشر علينا ودلالاته وكيف نتلمسه!

   ولا ريب أننا نتحسسه من خلال عدم قدرة الدولة الممسكة بمقاليد الأمور، على محاسبة مسؤول ما، بالرغم من إرتكابه أخطاءا فادحة، وقيامه بمخالفات جسيمة، بعضها يتعلق بمصائر الناس، وبعضها الآخر ينطوي على إستيلائه على الأموال العامة، أو حصوله على أموال بطرق غير مشروعة.

   ولأننا بلد فيه فسحة من الديمقراطية وحرية التعبير، فإن مثل هذه الحالات يتم تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام، وأحيانا تجري محاسبة رسمية خجولة على مثل هذه الخلفيات..

لكن النتيجة تنتهي ـ عادة ـ الى لا شيء، بل الى تطييب خاطر هذا المسؤول أما بترقيته الى منصب أعلى، أو إناطة مسؤولية جديدة به، تبعده عن الأقاويل التي كانت تحيط به في موقعه السابق، وتتيح له الشروع مجددا في بناء إمبراطورية بديلة، يمارس فيها هوايته الأثيرة بالإستيلاء مرة أخرى على المال العام، أو بالإنتفاع اللا مشروع..

   مثل هذه الحالات ليست حالات فردية، وهي تمارس بشكل منظم وموجه ومسيطر عليه، وعلى نطاق واسع..مما يعزز الآراء التي ترى أن ثمة دولة أخرى داخل الدولة..

   أي أن في بينتنا المؤسسية دولتين، واحدة هذه الدولة المتهرئة التي تطفو على السطح، والثانية هي دولة في العمق، وهي الدولة التي تحمي مئآت الحالات المشابهة للتي وصفنا آنفا شكلا من أشكالها..

11/5/13911

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
saad al-zaidy
2013-09-12
من اسباب تفشي هذا المرض عدم توفر الوقاية المتمثلة بالتربية السليمة لكن هذا السبب لا يمنع وجود الرادع التشريعي لكن وفي الفم مرارة من قولها ياسيد عيسى المحترم ودعني اقولها على لسان شرشل رئيس وزراء بريطانية العظمى ابان الحرب العالمية الثانية عندما اوقفه شرطي المرور عند مخالفته البسيطة لقواعد المرور في لندن اثنا قصف الماني لقلب لندن فقال أذا سلم الشرطي والمعلم من الفساد فأننا سننتصر على عدونا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك