المقالات

الحواضن السياسية والإقليمية للإرهاب في العراق

462 14:38:00 2013-09-10

بقلم _ داود نادر نوشي

إن ما يمارس اليوم من إرهاب أعمى في العراق هو سياسية تدمير منظمة وإبادة جماعية مخطط لها ، وقتل طائفي منظم ومدروس ، الهدف منه تمزيق النسيج العراقي السياسي والاجتماعي وتحقيق أهداف وأجندات إقليمية ، وبمساعدة البعض من القوى السياسية التي لعبت دورا كبيرا في احتضان ودعم الإرهاب من اجل تصفية حسابات سياسية رخيصة ، وأصبحت ثقافة القتل والتدمير والإرهاب شعارا علنيا للبعض من هؤلاء ، وتحت لافتة التهميش والإقصاء الذي اصبح عنوان ومفهوم للدعم المباشر للارهاب في العراق . ونتيجة لهذه الشعارات والسياسات والفتاوى التكفيرية تصحوا كل يوم بغداد وبقية المدن العراقية وهي على موعد مع اصوات التفخيخ والعبوات الناسفة .جرائم بشعة ترتكب ضد الأبرياء من العراقيين وبوسائل تفتقد لأبسط قيم الإنسانية والمروءة ، وتنفذ في ميادين الناس العزل والابرياء وفي الشوارع والأسواق والمدارس والحسينيات وملاعب الأطفال ، وفي خضم دخان التفجير ولحظات الانفجار تعلن الجهات المنفذة لتلك الجرائم عن مسؤوليتها عن هكذا أعمال وتحت عناوين الجهاد والمقاومة ، ويصفون أصحاب الأجساد النتنة التي تقوم بهذه الإعمال شهداء ومقاومين .ومن البديهي جدا أن هذه الإعمال التي تولد الفوضى وعدم الاستقرار لا يستفيد منها العراقي سواء كان سنيا أم شيعيا عربيا أو كرديا مسلما أو مسيحي ، فالدماء التي تسيل نتيجة الإرهاب الأعمى هي عراقية ، والمؤسسات التي تتحطم هي عراقية والخاسر الوحيد فيها هو العراق وأما الفائدة العظيمة من وراء ذلك هي لا صحاب المصالح السياسية القذرة الذين يتوهمون أن وراء هذه الفوضى والدمار بصيص أمل للحصول على مكاسب سياسية قد تصل بهم إلى السلطة تحت انقاظ تراكمات ارهابهم الاعمى بعد أن عجزوا عن تحقيق تلك الأهداف بواسطة الطرق الدستورية والديمقراطية التي جاءت بها العملية السياسية في العراق بعد 2003 . ومن هنا نرى البعض من هؤلاء السياسيين ورغم اختلاط الدم العراقي وأصوات الانفجار وأشلاء الأبرياء المتناثرة هنا وهناك ، ينادون وبأعلى اصواتهم بالكف عن اعتقال المجرمين والقتلة والمتسببين بسفك الدم العراقي ، لاسيما عندما تكون هناك جهود أمنية للقضاء على الحواضن الإرهابية في البعض من مناطق العراق ، بل أن البعض منهم أصبح ملاذا أمنا وحاضنة سياسة لهم ، وهناك صلات واتصالات بينهم . وقطعا الارتباط الأكبر يكون مع الحواضن الإقليمية للإرهاب في المنطقة المتمثل براعي الإرهاب التكفيري الأول وهي السعودية ومعها قطر وتركيا والأردن.ولم نسمع من هؤلاء السياسيين عبارات التنديد والاستنكار على جرائم العصابات الإرهابية مثلما نسمع صراخهم وعويلهم عند اعتقال القتلة والمجرمين من الإرهابيين والبعثيين . وهنا نتساءل كيف يمكن لهؤلاء السياسيين أن يكونوا شركاء في العملية السياسية ومتنفذين في الحكومة والبرلمان ومنابرهم لاتتوقف عن التحريض الطائفي والقتل العشوائي من خلال ما يسمى الاعتصامات المسلحة منذ أشهر في المنطقة الغربية والتي يمدها السياسيين والحواضن الإقليمية بالمال والفتاوى التكفيرية ، وأصبحت منطلقا لتنفيذ الكثير من الجرائم الإرهابية في أنحاء العراق .

لذا لابد للحكومة من اتخاذ إجراءات قوية وحازمة لتجفيف منابع الإرهاب وكشف الحواضن السياسية والإعلامية التي تلعب دوار رئيسيا ومحوريا في نجاح العصابات الإرهابية من تنفيذ مخططاتها ، وكذلك فأن على المواطن دور كبير في هذا الاتجاه من خلال المساندة والمساهمة في دعم القوات الأمنية سلوكا ومنهجا .والطريق في محاربة الإرهاب قد يكون طويلا ، ولكن المحصلة النهائية هي الانتصار عليه ، لأنهم مهما تفننوا في القتل والإرهاب فأن قضيتهم خاسرة لا محالة ، فأمامهم الديمقراطية وهي عدوا لهم لا يقهر .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-09-11
ضرورة الاستمرار في ضرب الإرهاب طالما المفخخات مستمرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك