المقالات

الثأر من المواطن


حيدر فوزي

في أطار محاربة الإرهاب صرح مصدر رفيع في وزارة الداخلية عن وجود خطة أمنية جديدة، وأنا اقترح تسميتها عملية الثأر من المواطن.وقد شاهدنا بأم أعيننا فاعلية هذه الخطة في يوم الأحد 1-9-2013، حيث أضطر أغلب المواطنين إلى المشي لمسافات طويلة وتحت أشعة شمسنا الحارقة للوصول إلى محال عملهم متأخرين عن وقتهم المعتاد بساعتين أو ثلاث، أما أصحاب السيارات فلم يستطيعوا أصلا الوصول، وبالنسبة لطلبتنا الأعزاء فلم يستطع جزء كبير منهم من الالتحاق بمدارسهم في الوقت المحدد لأداء امتحانات الدور الثاني التي بدأت يومها، فبينما تستنفر قوات الأمن في دول اخرى مثل كوريا لمساعدة الطلاب في الوصول لامتحاناتهم في الوقت المناسب استنفرت قواتنا لمنعهم من ذلك.وأثناء عملية السير الطويلة بدأ المواطنون في تفسير تصرف القوات الأمنية الغريب، فمنهم من قال أن ما يحدث هو عقوبة جماعية للمظاهرات التي حدثت السبت، والتي دعمتها الحكومة بمنع وصول المتظاهرين والضرب بالهراوات لمن أستطاع الوصول، وجزء آخر فسر الأمر على أنه جزء من التخبط الأمني الذي يشهده العراق.فقد وصل عدد الفرق داخل بغداد إلى ستة فرق تتوزع على ألف نقطة تفتيش أي أن عدد القوات الأمنية داخل بغداد يزيد عن المائة الف منتسب، وبهذا العدد الكبير تستطيع أي جماعة الذهاب إلى سوق الباب الشرجي وارتداء بزات عسكرية حتى وأن كانت تخص جزر الواق واق، ثم التجول وتنفيذ ما يبتغون من غير أن يوقفهم أحد والسبب معروف فلن تستطع أي نقطة تفتيش تمييز منتسبي القوات الحقيقية من المزيفة بسبب عددهم الكبير واختلاف قياداتهم.إذا فهذه الخطط لن تحل مشكلة الإرهاب، بالإضافة لما تحدثه من هدر بأموال الدولة بسبب تواجد هذه القوات في اماكنهم الغير صحيحة، وبسبب تأخير الموظفين عن أعمالهم، وتدهور الحالة الصحية للمواطنين بسبب الازدحامات القاتلة.اذا ما الحل؟؟ الحل بسيط جدا، فالبغداد ثمانية عشر مدخل فقط فمن الممكن تطوير نقاط التفتيش عندها، و إدخال معدات حديثة لها، وزيادة عدد القوات الأمنية فيها، وتقليل عدد السيطرات في بغداد إلى مئة سيطرة متحركة وليست ثابتة، وتجهيز العاصمة بمنظومة كامرات حديثة، وإدخال الأعداد الكبيرة المتبقية من القوات الأمنية في دورات خاصة لمحاربة الإرهاب ودفعهم بعد ذلك لتدمير حواضن الإرهابيين في الصحراء وعلى الحدود.إجراءات بسيطة باستطاعتها حل المشكلة الأمنية وتخليص المواطن من الاختناقات المرورية، وفي الحقيقة ليست هذه الفكرة من بنات أفكاري بل استمعت أليها من أحدى الخطب القيمة للسيد عمار الحكيم، وهنا يبرز تساؤل مهم لماذا لا تشرك الحكومة الآخرين في وضع الإستراتيجية الأمنية خاصة بعد فشل إستراتيجيتها وخططها المتبعة، الجواب المنطقي الوحيد هو ما يخيف دعاة الديمقراطية في العراق هو أنه اصبح للحكومة والقاعدة هدف واحد مشترك وهو تدمير العملية السياسية في العراق وإرجاع الدكتاتورية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك