المقالات

التكييف القانوني للضربة الأمريكية الوشيكة لسوريا والآثار التي تترتب عليها


إسماعيل علوان التميمي

وأخيرا حصل اوباما على تفويض من الكونغرس الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا وبهذا التفويض اصبحت الضربة مؤكدة ووشيكة ، واذا كان التفويض قد منح اوباما دعم السلطة التشريعية الامريكية له بتوجيه الضربة، إلا ان هذا التفويض لا يضفي عليها الشرعية الدولية لأنها تفتقر الى تفويض مجلس الأمن الدولي باعتباره الهيئة الدولية المختصة حصرا بحفظ السلم والأمن الدولي . لا بل يعد ذلك خرقا جديدا وسافرا لقواعد القانون الدولي يضاف الى خروقات عديدة سابقة تواتر العمل بها من قبل الدولة الأعظم في العالم والعضو الدائم في مجلس الأمن .وإذا كانت الدولة الأعظم في العالم والعضو الدائم في مجلس الأمن لا تحترم مجلس الأمن ولا ترتكن اليه وتقوم بالتحالف مع دول اخرى لضرب دولة أخرى لم تكن بينها وبين الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها اي ميرر او استفزاز يدعوا الى استخدام القوة العسكرية دفاعا عن النفس وهي الحالة الوحيدة التي سمح بموجبها مجلس الامن للدول بموجب المادة 51منه (ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالا لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا)وعليهوبما انه لا توجد حالة دفاع عن النفس تسمح للولايات المتحدة والدول المتحالفة معها اللجوء الى استخدام القوة العسكرية دون تفويض من قبل مجلس الامن الدولي .المادة 51 انفاوبما ان مجلس الامن الدولي لم يقرر ان الحالة في سوريا تعد تهديدا للسلم والامن الدولي وفقا المادة 39من الميثاق التي نصت(يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملا من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقا لأحكام المادتين 41 و 42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه )وبما ان مجلس الامن لم يخول أي دولة باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا وهي دولة ذات سيادة وفقا للقانون الدولي فان الضربة التي ستقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية هي عدوان صريح تقوم به الولايات المتحدة وحلفائها على دولة عضو في الامم المتحدة .كما ان قيام سوريا باستخدام القوة العسكرية للتصدي لهذا العدوان يعد وفقا لقواعد القانون الدولي حالة دفاع عن النفس لا لبس فيها ولا التباس .كما يحق لمجلس الامن ان يناقش هذا العدوان ويتخذ القرارات اللازمة لايقافه بحضور الولايات المتحدة وعليها ان تمتنع عن التصويت لكونها طرفا في النزاع وفقا للمادة 27من الميثاق التي نصت (تصدر قرارات مجلس الأمن في المسائل الأخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه يكون من بينها أصوات الأعضاء الدائمين متفقة، بشرط أنه في القرارات المتخذة تطبيقا لأحكام الفصل السادس والفقرة 3 من المادة 52 يمتنع من كان طرفا في النزاع عن التصويت )

سياسيا ودوليا الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها والنصرة والمعارضة ستكون الخاسر الأكبر اما النظام السوري سيكون الرابح الاكبر وسيحصل على تعاطف دولي وشعبي واسع .اما عسكريا فنتوقع ان يكون هناك رد عسكري سوري من نوع ما على الضربة يختلف عما جرى في العراق ربما سيكون مفاجأه محدودة قياسا لرد النظام العراقي على الضربات الامريكية المماثلة .ولكن عموما الضربة ستضعف قدرات النظام الى حد ما دون ان تسقطه . وستقوي مؤقتا المعارضة والنصرة دون ان تمكنهما من إسقاط النظام .بلا شك للضربة تاثير على العراق الا انها لا تشكل تهديدا مباشرا عليه ولن يتاثر كثيرا الوضع الامني في العراق ولكن ربما سيكون لها تاثير محدود ومؤقت ومسيطر عليه. اما تاثيرها على المنطقة فمحدود ايضا يتناسب مع النتائج المحدودة للضربة ولا اظن ان الضربة ستغير بشكل واضح من الاوضاع القائمة في المنطقة الا اذا حصلت تداعيات خطيرة خارج الحسابات .ان الحل الامثل ان يتوصل النظام والمعارضة باستثناء جبهة النصرة الى اتفاق سياسي مقبول للطرفين لانقاذ النظام والمعارضة من الخطر الحقيقي الذي تشكله جبهة النصرة على الطرفين . فاذا كانت النصرة تشكل خطرا قائما وداهما على النظام فانها بلا شك تشكل خطرا متوقعا وحقيقيا ومؤكدا على المعارضة السورية نفسها وعلى المنطقة باسرها. فهل سيفكر النظام والمعارضة معا بابداء تنازلات حقيقية وشجاعة لبعضهما وينقذان سوريا من جبهة النصرة قبل ان تتمكن منهما وعندها لا ينفع الندم ؟؟!! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك