المقالات

الحكومة والخوف من الإعلام ..!


فلاح المشعل

اصبح الخوف من الإعلام الحر وطروحاته النقدية والبنائية ، سمة واضحة لحكومة المالكي ، فهي تخشى من فضح مفاسدها وفشلها ومنهجها المعادي للديمقراطية .من هذا المنطلق تشتغل هذه الحكومة ومنذ سبع سنوات ونيف على إقامة علاقة خوف مع المؤسسات الإعلامية ، بمعنى تخويف المؤسسات الإعلامية ، وإخضاعها لرغبات وتوجهات حكومة المالكي واستمرارها في التغطية على فضائحها ..! وكل من يخرج على هذا السياق يتعرض لشتى أنواع الحصار والمحاربة والإستفزاز والإبتزاز والتهديد ... الخإعلام الدولة الذي تأسس بعد الإحتلال ووضعت له أسس من قواعد مهنية ودور رقابي وتنموي ، تم ابتلاعه من قبل مؤسسة الحكومة واصبحت شبكة الإعلام العراقي شبيه بدور الإعلام الصدامي في الترويج والتطبيل للسلطة وإستبدادها ، وكل من لايخضع لذلك يجد نفسه خارج الوظيفة اي يحارب في معيشته ، وهو ماترفعت عنه حتى حكومة صدام واكثر الأنظمة العربية استبداداً وسقوطاً ..!اما هيئة الإعلام والإتصالات فتحولت من جهاز لإعطاء الترددات وتنظيم البث الفضائي الى يد لقمع القنوات التي لاتسير بأوامر مكتب رئيس الوزراء ..!سقطت استقلالية الإعلام الحر وصارت الحكومة تلاحق وتتدخل في عمل القنوات الفضائية ، والصحف والإذاعات والمواقع الألكترونية وحولت بموجب هذه الأسلوب الممنهج وسائل الإعلام الى دوائر مرتزقة تدور بفلكها وتنتظر هباتها وموائدها، التي تقام عند كل موسم انتخابي او كل ضائقة سياسية يعيشها المالكي .لايمكن لنا اليوم ان نتحدث عن إعلام حر في العراق _ وبإستثناءات محدودة جداً- نستطيع القول ان المؤسسة الإعلامية صارت تغطي نفسها بالحذر الشديد والخوف من (زعل) او غضب الحكومة ، لهذا فهي تضيق بل لاتسمح بأي رأي او وجهة نظر تكشف زيف الحكومة وفسادها وإستبدادها .الدكتاتورية والمنهج الإستبدادي يعيد انتاج دوره الحكومي عبر نافذتين مهمتين هما الإعلام والقضاء ، وبهذا لن يبقى من النظام الديمقراطي الذي جاءت به امريكا ، سوى شعارات جوفاء ترفعها الأصوات التي تعيد صلاة العبودية للحكومة ورئيسها ، في نفاق صارخ وموت ضمائر تدفع فواتيره الحكومة من المال العام بتشريع علني للفساد والجريمة الأخلاقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك