المقالات

سوريا والعراق ..... هدفان في المرمى ؟!


محمد حسن الساعدي

الهجوم الامريكي الذي كان متوقعا في غضون أيام، على سورية، تأجل أسبوعين على الأقل، او ربما شهر الى ابعد تقدير بعد إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، نيته الذهاب للكونغرس بمشروع قانون يجيز معاقبة النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي . خطوة أوباما كانت مفاجئة لأقرب المسؤولين من حوله ، وأوثق الحلفاء الدوليين والإقليميين ؛ فبعضهم استاء من القرار كإسرائيل ، وآخرون اصيبوا بالإحباط واعتبروه دليلا إضافيا على ضعف الرئيس الأميركي وتردده.بعد أن اختار حليفه البريطاني ديفيد كاميرون التوجه إلى مجلس العموم للحصول على دعمه للمشاركة في العمل العسكري ، ثم فشل مسعاه هذا ، كان لا بد لأوباما أن يفعل الشيء ذاته ، ويحصل على دعم ممثلي الشعب الأميركي ، كي لا يبدو زعيم أكبر ديمقراطية في العالم ، على ما يقول أوباما نفسه ، يتصرف كدكتاتور يتفرد بصناعة القرار . ومن ناحية أخرى ، فإن أوباما الذي خسر دعم أهم حليف دولي ؛ بريطانيا ، أصبح في أمسّ الحاجة إلى تفويض الكونغرس ليمنح التحرك العسكري ، على محدوديته ، الشرعية اللازمة ، خاصة وأن العمل العسكري المفترض لا يحظى بدعم من مجلس الأمن الدولي . أوباما اتخذ القرار بانتظار الضوء الأخضر من الكونغرس ، وهو مؤكد على ما يبدو من تصريحات زعيمي الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ . لكن التأجيل لأسبوعين هو فرصة ممتازة ، يمكن للجهود الدبلوماسية خلالها أن تغير مسار الأحداث ، الرئيس الأميركي الذي سيتوجه إلى مدينة سانت بطرسبيرغ الروسية ، للمشاركة في قمة 'مجموعة العشرين' . القمة مناسبة لمحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول الملف الأسخن . ولعل اللقاء يفتح آفاقا لتحول جوهري في الجهود السياسية المبذولة لعقد مؤتمر 'جنيف2' في أقرب وقت ممكن . اذ إنه من وسط الأزمات تولد فرص عظيمة للسلام . الأمر ما يزال ممكنا في سوريا . ويمكن للجانب الروسي أن يقود مبادرة لتفادي تلك الضربه.سلسله من الخطوات الجريئة تكفي لإبطال مفعول أي عمل عسكري ، وتنسف مبرراته ، خاصة إن ارتبطت بتحرك سياسي لتسوية تاريخية في سورية ؛ توقف سفك الدماء ، وتعزل المجموعات المتطرفة، في إطار عملية مصالحة شاملة مع المعارضة السورية وجميع مكونات الشعب السوري، ترعاها الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة.يتعين على النظام السوري أن لا يذهب بعيدا في استنتاجاته، لأن تفويض الكونغرس سيجعل أوباما في وضع أقوى، يؤهله لتنفيذ عملية أوسع من تلك التي كان يخطط لها.التأجيل فرصة إذا ما أحسن استخدامها، يمكن أن تخط مسارا جديدا للأحداث في سورية وفي الشرق الأوسط ، وخصوصا العراق والذي سيكون هدفاً مباشراً من الجماعات المسلحة بعد الضربه الأمريكية ، إذ يبدو من خلال الاستقراء أنها ساعه الصفر للهجمات الإرهابية في بغداد وعموم المحافظات ، حيث سعى ابو بكر البغدادي الذي يعتبر قائد الخلية العراقية بحرص لربط العنف في العراق الى تمرد السنة في سوريا . والحملة التي تسمى " كسر الجدران " ، والتي تهدف من خلالها الى اسقاط الحكومات القائمة في بغداد ودمشق وتبديلهما بنظامين اكثر تماشيا مع اجندة المجموعة الاسلامية المتشددة أتت أكلها بعد هروب العشرات من الإرهابيين ومن الجيل الأول ، واستعدادهم للهجوم مع بدء العد العكسي للهجوم المحتمل على سوريا، والى ذلك الحين فان الاستهداف قائم لا محاله ، وان الهدف القادم سيكون بغداد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك