المقالات

البرلماني العراقي من دور المراقب الى دور المشاغب


احمد سعدون

يتسارع اعضاء مجلس النواب وقيادات الكتل البرلمانية الى القنوات الفضائية بخطى سريعة من اجل عرض ملفات الفساد للتشهير والتسقيط السياسي فيما بينهممستصحبين معهم الوثائق والبينات بأرقام مهولة لايصدقها العقل البشري منها ما يتعلق بصفقات شراء وهمية او استيراد بضاعات فاسدة او ايفادات لموظفين او سياسيين لدول اخرى بميزانيات ضخمة او اختلاسات مالية وغيرها وجميع هذه الارقام تتردد على مسامعنا يومياً من خلال منابر اعلامية اصبحت لها برامج خاصة لعرض هذه الملفات وعلى لسان نواب اصبحوا مشاهير وابطال بالتقاذف والتشهير ومحاولة النيل من الاخر من خلال محطات فضائية مهمتها الصيد في الماء العكر وعرض كلام حق يراد منه باطلهمها الاطاحة بالعملية السياسية وفق اجندة خارجية معروفة ونوابنا متناسين مهمتهم كأعضاء منتخبين من الشعبوبإمكانهم جميعاً عرض جميع الملفات التي تتعلق بالفساد امام الكتل البرلمانية ومن ثم تتخذ اللجان المختصة المشكلة من قبل المجلس بأخذ دورها القانوني او الاداري في التعامل مع هكذا ملفات وعرضها امام الرأي العام ولكن المنحدر الخطير الذي يمر فيه البرلمان وفشلة في ممارسة دورة الحقيقي كمراقب للعمل التنفيذي واتساع هوة الانقسامات الحادة بين اعضاءه ومهاتراتهم الكلامية في كل جلسة تكشف لنا عن مدى جهلهم وعجزهم عن تشريع الكثير من القوانيين التي مازلت معطلة لحد الان رغم مرور دورات عديدة عليها وعدم ادراكهم لأهميتها البالغة في خدمة الناس وهم ينتظرونها بفارغ الصبر لحل الكثير من مشاكلهم اليومية التي اصبحت لا تطاقفي ظل برلمان وحكومة ذات صورة قاتمة وبائسة خلقت حالة من الاحباط والتذمر لدى المواطن العراقي وهو يًسرق من قبل اشخاص منتخبين من قبل شرائح واسعة منهم وتتم سرقتهم تحت مظلة قرارات وامتيازات مشرعنةً صنعها النواب لأنفسهمتاركين الشعب يشكو مرارة العيش وفقدان الامان وهم منشغلين في تقديم عروض مسرحية هزيلة همها الضحك على الناس ، مرة يتحولوا الى حلبة صراع ديكة واحدهم ينفث الاخر وريشهم يتناثر امام عامة الناس ومرة الى سوق نخاسة تتقاذف به الشتائم والكلام البذيء ليس لفائدة تعم الشعب وانما من اجل ان يظهروا بصورة البطل الخارق وهو يوجه اللكمات والكلام البذيء لنائب اخر من كتلة اخرى لأسباب تافهة وعقيمة او في ترديد ثقافات صدامية مازالت متعششة في اذهان البعض اكل الدهر عليها وشرب متناسين دورهم الحقيقي الذي انتخبوا من اجله وهو الايفاء بوعودهم التي اطلقوها امام شعبهم واقسموا عليها باغلظ الايمان بأن يثابروا ويجاهدوا من اجل تعويضهم عن حرمانهم وزرع الامل في حياتهم بعد ان غزت ايامهم ظلامية الدكتاتورية ووحشية الارهاب ولكن واقع الحال اثبت عكس ذلك واصبحتم كابوساً ثقيلاً يجثوا على صدورهم ، فأحذروا صحوة هذا الشعب قبل اطلاق صرخته المدوية بعد ان زرعتو القيحً في قلبه وهو يراكم تتنعمون بخيراته وتتجاهلون ابسط مطالبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك