المقالات

مصر كَتبت..فمتى يَقرأ العراق؟!


محمد الحسن

لا توجد حلقة مفقودة, فعالم اليوم لا يحتاج لجهد كبير, الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية كسرت الثلاثية الشهيرة وليس هناك ضرورة لوجود وسيط (يطبع), ويُفترض إلغاء حتى الثنائية لتصبح بغداد (تكتب وتطبع وتقرأ). قبل سنتين أو أكثر, صاح المصريون "الشعب يريد إسقاط النظام", ونجح الرهان العراقي القائل "بعدم وجود دكتاتورية شمولية تفوق إجرام صدّام". الفضائيات تنقل المشهد ومن قرب قصر الرئيس مبارك, دبابة للجيش المصري كُتب عليها بخطٍ واضح "يسقط مبارك"! وسقط.رئيس جديد بعد عقود طويلة من حكومات مصرية قامت على شرعية مدّعاة إلى أن صار الحديث جدياً عن التوريث. أكتشفوا خطر البديل على المجتمع المصري وتماسكه, فخرجوا من جديد, وللجيش ذات الحكاية...الشعب خياره الأول والأخير.العراقيون, طربوا وأُعجبوا بمصر (شعباً وجيشاً), فوقفتهم تعد نقطة حاسمة, لا مجال للتردد, أنه التاريخ بعين المستقبل.المقبور صدّام, أسسَّ نظاماً شمولياً قمعياً تمرّس على الذل وطمس أي معلم حضاري يؤشر على حرية وكرامة الفرد العراقي. مورست عملية عسكرة واسعة النطاق لأجهزة الدولة وبالمقابل فأن الجيش تحزّب وضاعت المعايير المهنية والإداء الأحترافي. عزائنا أنه سقط, ولا ريب في زوال السلطات لأنها تقوم على فرد إن غاب تلاشّت. سقوط (الصنمية البعثية) شكّلَّ فرصة مناسبة لتتكوّن مؤسسات الدولة وأبرزها العسكرية والأمنية, لكنّ نكهة السلطة وبهرجها لا يقاومه من يفتقر للمشروع...يعود الجيش العراقي والمؤسسة الأمنية لممارسة دورها (الطبيعي) بأهانة الشعب والأستعداد لسحقه إذا ما أراد الرئيس. يبدو إن عملية تدجينه وشخصنته أكتملت, ولعل هذا ما يكشف السبب الحقيقي للخروقات أو الأنفلات الأمني, فعندما يتحوّل العسكر تابعاً لرجل, فلن يهتز لسيول الدماء طالما ضمن سلامة سلطة ذلك الرجل.من يمتلك الشجاعة على قراءة ما حدث في مصر؟ لا نعني تغيير الأنظمة, إنما طريقة تعامل الجيش مع الحدث والتي أبهرتنا وكدنا نُطرب لمصر مع شعبها. مثّلت تلك الوقفة أنعكاس لدور المؤسسات في الحياة العامة وأهميتها في حماية الشعوب.كتبنا قبل أكثر من عقدين ونحن من طبع وقرأ, لكنَّ الإرادات الحمقاء تصاب بالذعر عند ذكر مفهوم "المأسسة", هو سر الأختلاف بيننا وبينهم, هم يمتلكون أدوات التفوّق ونحن لا نملك سوى جلودنا المعرّضة للسياط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك