المقالات

الحكومة وصراعها مع البرلمان


حيدر حسين الاسدي

يوم "31 آب" موعد التظاهرات السلمية التي طالبت بها تجمعات وتنظيمات مدنية وجماهير عراقية لإلغاء رواتب البرلمان والوزراء والدراجات الخاصة ، في خطوة بالاتجاه الصحيح لأشعار المؤسسات الرئاسية والحكومية والبرلمانية ان الشعب يقظ ومدرك وقادر على تصحيح المسار عندما يخرج الحق عن مساره ويتحول الى لسيف مسلط على رقاب الأشهاد .شخصياً لم أكن متفائل بتحقيق الإعجاز في هذه التظاهرات باستجابات سريعة للمطالب ، كون من يؤثر على الساحة ويتحكم بالقرار ليس من مصلحته ان تسير الأمور بالسياق القانوني لتلبية المطالب وتنتهي الأزمة ، بل تكمن مصلحته استغلال مطالب الجماهير وتحقيق مكاسب ضيقة آنية على حساب مطالب كبيرة وشرعية .لقد حاولت السلطة الحاكمة بكل مفاصلها ووسائلها ورموزها أن تستغل المطالب وتجير الحقوق المستباحة باتجاه تسقيط المؤسسة التشريعية وأعضاء البرلمان وتحملهم كافة الإشكالات التي تبعت تشريع الرواتب التقاعدية ، وهنا يتساءل البعض ما هي المصلحة في كل ذلك؟ان المصلحة والفائدة كبيرة للحكومة في تسقيط البرلمان وتهميش دوره وإقصائه من الساحة السياسية والشعبية من اجل أفراغ الساحة للجهات التنفيذية ليكون لها كل الدور دون أي أعاقه أو معارضة فعلية.إضافة الى سعي الكتلة البرلمانية التابعة للجهات الحاكمة تصفية حساباتها وتسقيط الكتل البرلمانية الاخرى أمام الرأي العام لتظهر هي الكتلة الوحيدة والمؤيدة لإلغاء الرواتب والباقي لهم مطامع ، من اجل كسب الأصوات خلال الانتخابات المقبلة .ومن كل هذا الصراع ستحافظ السلطة التنفيذية والرئاسية والدرجات الخاصة على رواتبها وتقاعدها ومخصصاتها التي تفوق بكميتها ونوعيتها البرلمان وأعضائه .لذلك ومن مسؤولية الجميع توضيح الصورة وتفويت الفرصة أمام من يتلاعب بمشاعر المواطن ويقفز على القوانين ويصادر الحقوق ويحاول من خلال وسائلة المتعددة التأثير والتزيف ورسم صورة وردية لسلوكه ، وشيطانية عدائية لمن يخالفه بالرأي وبالتالي ستقود هذه المسيرة الى صناعة ديكتاتورية بثوب ديمقراطي جميل ليدفع بالنهاية أصحاب المشروع الى سقوط محتوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك