المقالات

مناورات مكشوفة


مديحة الربيعي

أعتدنا بعد كل أزمة تواجه الحكومة أو قبل كل أنتخابات تقديم جزءا" من ابسط حقوق المواطنين على انها عطايا أو هبات , وذلك في محاولة لكسب الرأي العام لضمان الحصول على أصوات البسطاء المهمشين, فعلى مدار السنوات التي تسبق ألانتخابات لم تذكرهم الحكومة ولم تقدم لهم شيئا" الا من أجل الحصول على غاياتها , او من أجل لفت الأنظار عن مشكلة عابرة أو ازمة حادة تعصف بالحكومة ,فتقديم الخدمات أو زيادة رواتب المتقاعدين أو تسليم رواتب الرعاية ألاجتماعية أو اطلاق مجموعة من التعيينات وما الى ذلك من حقوق الشعب العراقي تستخدمها الحكومة كورقة رابحة تراهن على فاعليتها بسبب حالة العوز والحرمان التي تعصف بالناس , وتزداد قيمة العطاء حسب الغاية المنشودة كلما كانت كبيرة زادت قيمة العطاء تبعا لذلك, فعلى سبيل المثال حادثة سجني أبو غريب والتاجي التي أصبحت الشغل الشاغل للشارع العراقي الذي أكتشف مدى عجز الاجهزة الأمنية بعد هذه الحادثة رغم تعدد الخروقات الامنية وفقدان الامن سابقا" الا أن موضوع السجون هذه المرة قد اثار جدلا" كبيرا" في الأوساط الشعبية وجعل الناس تفقد الثقة بالحكومة وقدرتها على أدارة الملف ألامني , فسارعت الحكومة مباشرة الى المبادرة بالشروع في توزيع قطع الأراضي على المتجاوزين ممن لا يملكون السكن وطلبت من المواطنين البدء في اجراءات تسلم قطع الأراضي وكأن الحكومة لم تكن تعلم مسبقا" أن هؤلاء المهمشين من أبناء الشعب لم يكونوا بلا سكن ألا في هذا الوقت بالذات! بالإضافة الى أن العراق مقبل على ألانتخابات البرلمانية وبذلك فأن الحكومة ستضرب جميع العصافير بحجر واحد منها محاولة أشغال الرأي العام عن قضية هروب السجناء هذا من جانب , ومن جانب آخر السعي لنيل رضا الشارع العراقي واثبات أن الحكومة حريصة كل الحرص على راحة المواطن لكسب التعاطف والظهور بمظهر المناصر لحقوق البسطاء ليصبح الطريق سالكا" بعد ذلك للاستعداد لمرحلة ألانتخابات البرلمانية, وهذا مؤشر على أن العطاءات والمنح ستستمر لفترة ما قبل الانتخابات وهذا أول الغيث كما يقال, في مناورة اخرى من مناورات الحكومة المكشوفة لأجل حصد المزيد من الاصوات.منشور في جريدة المراقب العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك