المقالات

وقفة سريعة مع الأعلام العراقي


صباح الرسام

الاعلام العراقي بجميع وسائله المرئي والمسموع والمقروء للاسف اصبح في حالة هزيلة الا ماندر لابتعاده عن المهنية التي تعتمد اساسا على الصدق وايضاح المبهم للمتلقي الذي يبحث عن الحقيقة خصوصا في مجتمع مثل المجتمع العراقي الذي يبحث عن كل شاردة وواردة والمعروف باختلاف الرأي والذي يصفه المرحوم علي الوردي بانه مجتمع يبحث عن عيوب الاخرين ولا ينظر الى عيبه وهذا سبب رئيسي في تأثر الاعلام العراقي بهذا المرض لان القائمين عليه من نفس هذا المجتمع فتجد الاعلام ينزه الجهة التي ينتمي اليها وينسى ويتناسى اخفاق المسؤولين في الجهة التي ينتمي اليها الاعلام الذي اصبح منصات لاطلاق الصواريخ على الخصوم .للاسف ان المؤسسات الاعلامية حالها حال مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد الاداري بسبب عدم كفاءة ونزاهة القائمين عليها مهنيا ، وهذه كارثة اعلامية لانها يجب ان تكون مقومة لاداء المؤسسات ومحاربة للفساد باعتبارها سلطة رابعة وفي هذا الوقت الذي يعيشه العراق تعتبر السلطة الاولى ان كانت صادقة ومستقلة وبعيدة عن الانحياز وبعيدة عن الطمع ، وهذا يعتمد على تحرر الاعلام من النزعات العنصرية والطائفية والحزبية والشخصية وامتلاكه الكفاءة والمهنية .نجاح الاعلام ايصال صوت الشعب للمسؤول وايضا ابراز انجازات المسؤول وعندما يجد تقصيرا من المسؤول عليه كشفه للمواطن وحتى اذا كانت هناك همجيات من البعض من الشعب على الاعلام ان يبرزها كما هي ليكون اعلاما محايدا غير منحازا ليثبت للمتلقي بانه اعلاما مهنيا مقوما ومعالجا ومحاربا للسلبيات ان كانت بسبب المسؤول او من بعض المواطنين الذين يحسبون على الشعب لان الشعب العراقي حاله حال الشعوب الاخرى فيه الجيد وفيه الغير جيد وهذا يحتم على الاعلام ايضا محاربة الهمجية لا ان يقف معها ويدافع عنها بحجة الوقوف مع الشعب ضد المسؤول ، وهناك مؤسسات اعلامية فشلت منذ ولادتها لانها اسست للاساءة سياسيا ومن ثم انقلبت واصبحت بوقا بعدما كانت توجه اتهامات وفبركة لا اول لها ولا اخر وايضا فشلت لانها قبضت من المسؤول .الاعلام في العراق بحاجة الى مراجعة نفسه لانه اصبح في حالة يرثى لها لانه بعيد عن اساس المهنة وهي الحقيقة التي يبحث عنها المواطن ، فهناك بعض المؤسسات وخصوصا الفضائيات لا تبرز التطور والانفتاح الذي لمسه العراقيين فتجدها تعتم عنه وتبرز الاحداث المؤلمة فقط وتتغاضى عن انجاز هنا او هناك وهذه خيانة للمهنة الاعلامية خصوصا في بلد يحتاج الى مشاهدة انجاز يدخل الفرحة الى القلوب المتألمة بسبب الهجمات الارهابية ، والواجب على جميع المؤسسات الاعلامية ان تقف وقفة وطنية بوجه الارهاب لا ان تحبط المواطن وتزعزع ثقته بالقوات الامنية ، بل عليها اظهار الانجاز وتقليل التركيز على العمليات الارهابية ليشعر المواطن بالامان .واخير نجاح الاعلام يكون بالحياد والوقوف مع المواطن وايصال صوته للمسؤول ومحاسبة المسؤول الفاشل كما عليه افشال الجماعات التي تحسب على الشعب العراقي وهي سبب دماره ، وليس من الشجاعة محاربة المسؤول فقط او محاربة الارهاب فقط ولا تعتبر جرأة اعلامية بل الجراة والشجاعة تكون في محاربة المسؤول الحكومي الفاشل ومحاربة الارهاب وداعميه ومحاربة كل مواطن يتعدى الحدود ولايعتبر اعلاما ان تغاضى عن واحدة .ولكي نجعل الاعلام العراقي مهنيا وصادقا نحتاج الى هيئة قضائية خاصة بالاعلام تتمتع بالنزاهة والشفافية والاهم ايضا ان تتمتع باستقلالية بحتة كي لاتكون سيف بيد المسؤول يضرب به خصومه ويكون عمل هذه الهيئة محاسبة المؤسسات التي لاتتمتع بالمصداقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك