المقالات

متى ستنتهي معانات طوز خرماتو ؟؟


حيدر عباس النداوي

تمثل معاناة أهالي طوز خرماتو الشيعية حالة استثنائية لم تعشها اي مدينة عراقية أخرى منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا من استهداف وتهجير طائفي تسبب باستشهاد وإصابة الآلاف من أبناء هذه المدينة المجاهدة وسط فشل تام للحكومة وأجهزتها الامنية في حماية ابناء هذه المدينة المنكوبة.وواضح ان استهداف مدينة طوز خرماتو الشيعية انما ينطلق من دوافع وأحقاد طائفية للنيل من ابناء هذه المنطقة وتفريغها من اهلها اما بقتلهم او تهجيرهم بدليل ان المناطق الاخرى المحاذية لهذه المدينة المجاهدة لم تشهد معشار ما شهدته المدينة البطلة من استهداف ربما لان المدن الاخرى تنتمي الى نفس المنهج والعقيدة التي يتبعها القتلة والمجرمين أضف الى ذلك شراسة الهجمات وقوتها ومقدار ما تحمله من حقد للقضاء على كل ما له صلة بالحياة.الأمر الاسوء من استهداف المجاميع الإرهابية للمدينة واستباحتها هو عجز الحكومة المركزية التام في الوقوف بوجه المجاميع الإرهابية وحماية ابناء هذه المدينة من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة واللاصقة والأسلحة الكاتمة والهجمات الإرهابية المسلحة ورسائل التهديد والوعيد رغم المناشدات الكثيرة التي وجهت لهذه الحكومة من قبل المرجعيات الدينية والمجتمع الدولي وابناء المدينة وأكثرية ابناء الشعب العراقي لتحمل المسؤولية وحماية رعاياها لان هذه المسؤولية من صميم مهام الحكومة وواجباتها الا انه حتى هذا الوقت لا يبدو ان الحكومة بصدد اتخاذ الإجراءات المناسبة لتخليص المدينة من سطوة الارهاب وفك أسرها وقيودها،ومع المناشدات المتكررة ومع صلة الموضوع بصلاحيات الحكومة وبقدراتها على معالجة الموضوع الا ان الامر يبقى قيد النظر والمناقشة كما ان الحكومة لم تكلف نفسها اتباع الطرق الثانوية للمساهمة بحل الازمة من قبيل تفعيل الصحوات ومجالس الاسناد والمصالحة الوطنية التي لعبت في فترة سابقة دورا مؤثرا في دعم الحكومة والقضاء على المجاميع الارهابية الا ان اسبابا لا يمكن تغافلها في عجز الحكومة وغض الطرف عن المجازر والاستهداف الذي اصبح حالة شبه يومية.كما ان نخوة العشائر وغيرة ابنائها في صلاح الدين والمناطق القريبة من طوز خرماتو سلبتها ارادة المجاميع الارهابية وغيبتها حسابات الانتماء والولاء للطائفة والمذهب وغابت عنها عراقيتها وأصالتها فتركت الامر لأبنائها المجاهدين لقتل الصفويين والعملاء والخونة.ان صمت الحكومة المركزية وتفرجها على مجازر المجاميع الارهابية في مدينة طوز خرماتو يكشف ان ليل المدينة سيطول وستستمر معاناتها الى وقت غير معلوم ويكشف ايضا اما عن عجز كامل في قدرات الحكومة وضعف اجهزتها الامنية او تواطئها مع القتلة والإرهابيين لاستباحة المدينة لغاية في نفس الحكومة،ومهما يكن من امر فان الحقيقة التي لا يمكن إخفائها والتي سيسجلها التاريخ وستقرئها الأجيال هي ان حكومة الاكثرية فشلت في حماية أتباعها وابناء شعبها ولم تثور فيها نخوة الانتماء العقائدي والوطني وتركت الضباع والوحوش تصول وتجول في مدينة وقفت شامخة ولم تركع للإرهاب والإرهابيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-08-24
عندما احست حكومة المنطقه الخضراء بان الخطر وصل الى اسوارها استقدمت قوات البيش مركه لكن عندما يقتل ابناء الطوز بشكل شبه يومي لم تطلب من البيشمركه حمايتهم ضمن اتفقاتهم العلنيه والسريه مع حكومة اربيل واريد ان اعرف نواب التركمان ضمن ائتلاف دولة(الخرنوب) علام باقين ضمن هكذا ائتلاف يتامر عليهم
الدكتور شريف العراقي
2013-08-24
عندما الشعب يهاجم ويقتل البعثيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك