المقالات

هل سيمرر الساسة قانون إنتخابات يناسبهم ولا يناسبنا؟!..


   كلما اقتربت مواعيد الانتخابات، كانت المراجعات النيابية للقانون الإنتخابي  والتشريعات النافذة المرتبطة به، تشكل عقبة كأداء أمام الرغبة بإنجاز الإنتخابات بمواعيدها الدستورية، وتصبح  أكثر تقييدا من ذي قبل، بلحاظ أن الكتل السياسية تضع مصالحها الحزبية والفئوية وحتى الشخصية، كثوابت في عملية النقاش من أجل تشريع قانون إنتخابي يتلائم مع متطلبات المرحلة، وتلبي إشتراطات تقدم العملية السياسية، ويطمئن الناخبين والفئات المجتمعية على إنشغالاتها.

وكلما ازدادت أمور إقرار قانون منصف تعقيدا، فإن هذا التعقيد يؤكد الاتجاه لتزييف إرادة الناخبين وطبخ الانتخابات.

    ومن المؤكد إن أية انتخابات تجري بشكل يعزز الاستقطاب، ستكون نتائجها كارثية وستشكل جزءا من المشكلة بدلا عن أن تكون وسيلة لإنهاء النزاعات، وقانون الانتخابات من أهم الأسباب لزيادة الاستقطاب أو العكس تفريغ شحن الاستقطاب.

    لكن من المفيد الإشارة الى أن من بين إنشغالات الناخبين هو أن الإطار القانوني الذي يحكم الانتخابات لا يقتصر على قانون الانتخابات وحده، ذلك أن نزاهة وحرية الانتخابات رهينة بتوفر الحريات العامة والأساسية، في كافة أوجه النشاط السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي في البلاد، وهو وإن بدا متوفرا الى حد كبير ظاهريا، لكن التحديات الأمنية التي تواجه البلاد تشكل مصدرا ضاغطا للحد من الحريات وزيادة القيود، ويوفر لأجهزة الدولة ، سيما الإجرائية منها فرصة مثالية لممارسة هوايتها التأريخية بالتسيد على الأفراد.

   إن الخبرات التي توفرت للأمم التي سبقتنا في عملية تداول السلطة عبر وسيلة الإنتخابات، تؤكد أنه وحتى تكون الانتخابات نزيهة، فيجب أن يكون القانون الذي ينظم الانتخابات مقبولا من الطيف الأوسع من المجمتع، وأن يتم تداول مشروعه بين الفعاليات المجتمعية، كي تدلي بآرائها، وأن تجري مراجعته قبيل كل إستحقاق إنتخابي للتخلص من الأخطاء والعثرات التي يسببها تطبيق القانون الذي جرت بموجبه الأنتخابات السابقة، وأن لا يتم إقراره تحت ضغط عامل الوقت..

   وهذه النقطة بالذات هي التي تثير مخاوف المجتمع، إذ أن ضغط عامل الوقت يعتبر ذريعة للقوى السياسية لتمرير إتفاقات تحت الطاولة تلائم وتناسب مصالحها ولا تعير إهماما لمصالح الناخبين. وهذا ما سيحصل في المدى المنظور مع الأسف..!

    الفيصل فيما نصنعه أن تجربتنا أصبحت أكثر نضجا، والقادم أجمل حتى ولو بقي العديد من الساسة الراهنين في الحكم، فسيكونون أكثر استيعابا لدرس الديموقراطية...!

كلام قبل السلام : هتلر وصل بالانتخابات وصناديق الاقتراع أيضا!!

سلام.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك