المقالات

حزب الله والقلق العربي ..!


فلاح المشعل

تحاول القوى الإرهابية التكفيرية جرجرت حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله لمعركة طائفية واسعة النطاق ، في إجراء عقابي على مواقفه الداعمة للنظام السوري .موقف حزب الله بدعم النظام السوري ينطلق من حقيقة حساباته الواقعية والإستراتيجية في خلق المعادل المتوازن بالصراع مع أسرائيل ، هذه قناعة ثابتة سواءأ اتفقنا ام اختلفنا مع هذا الموقف ، وهو ما أكده السيد نصر الله في أكثر من خطاب ومناسبة .بمعنى ان حزب الله الذي يمثل الإسلام الشيعي وهو يقاتل اسرائيل في جنوب لبنان ويلحق بها هزائم نكراء ، لم يتبن الدفاع عن سوريا بمحرضات طائفية ، إنما برؤية تتجاوز النظرة الضيقة التي تتحكم بالنظام السياسي العربي وهو يعيش العقدة الطائفية ، ويضيق بالمثال الساطع .جرائم حزب الإخوان في مصر تكشف الآن عن الدور المشرف لحزب الله في لبنان ، والدور الإصلاحي التسامحي لفتاوى وإرشادات العلامة الراحل محمد حسين فضل الله تعري روح الإرهاب والفتاوى التكفيرية التي تصدر عن الداعية يوسف القرضاوي ، وتعاليم القتل التي يصدرها سابقا بن لادن وحاليا أيمن الظواهري تظهر بعد المسافة التي يقف عليها سيد المقاومة حسن نصر الله الذي أهدى زعماء بني صهيون صداعاً وخوفاً دائمين .انا احتفظ بموقف مؤيد لثوار سوريا وتطلعاتهم للحرية والتخلص من الدكتاتورية والشمولية ونظام الإستبداد والتوريث ، لكن لايصح ان ندعو لنظام يقوم على التطرف الإرهابي و يستند لتنظيم القاعدة الإجرامي ومشتقاته الجديدة .الحشد الطائفي في الساحات العربية صار يتجلى بوضوح تام أثر تدخل حزب الله في سوريا،ويصرخ بعدائية غير معهودة ضد حزب الله والشيعة لكن ماحدث في مصر من سلوك إرهابي للإخوان ، دفع لكشف ضعف الحشد الطائفي ، وحرج الموقف العدائي من حزب الله ، الذي عرف بإمتلاكه لقوة تفوق قوة الدولة اللبنانية لكنه قاتل اسرائيل من أجل حماية الشيعي والسني والمسيحي دون تفرقة ، وتحلى بشجاعة تتجاوز مواقف الأنظمة العربية كافة . لكنه لم يشهرها إلا في الدفاع عن ثوابت وطنية وقومية معلنة .الموقف السياسي العربي لايخضع لإستراتيجات ثابتة أزاء قضايا قومية مصيرية مهمة وتاريخية ، أنما يتحكم به القلق الطائفي فيذهب بإتجاه يتبنى مواقف ذاتية آنية بمحرضات مذهبية متكلسة تكشف ضيق الرؤية او إزمة العقل السياسي على نحو أوضح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك