المقالات

ولاية الحكومة.. الشرعية ام القوة


عادل عبد المهدي

ولاية الحكومة.. الشرعية ام القوة ستتحول الدولة بدون الشرعية لمجرد سلطة تخدم اغراضها منفصلة عن الشعب.. وستتحول مظاهر القوة الامنية والمادية الى فساد وحديد بارد وانتحار ذاتي، قبل ان يتمكن منها اعداؤها.. اما الشرعية، فمهما بدت بطيئة ومربكة، لكنها الاساس لتعبئة الامة ومواردها وطاقاتها ومصادر قوتها ونجاحاتها. ومن لا يرى في هجمات الارهاب الاخيرة سعياً لتعزيز النهج الاول واسقاط الثاني لا يفهم عوامل القوة والضعف.. وما يميز دولة قوية متماسكة بشعبها عن اخرى يتسرب الضعف لاوصالها ومؤسساتها.الدستور المستفتى عليه هو الحاكِم والحَكم والقانون الاسمي الذي يسقط اية تعليمات او قوانين تخالفه. وان "الشعب مصدر السلطات وشرعيتها" (م5) هو مرجعية بقية الاحكام والمواقف.. فالدولة والحكومة والاحزاب والعلماء ومؤسسات المجتمع مهمتهم خدمة المواطنين في متطلبات حياتهم وحقوقهم وامنهم ومستقبلهم. فينتخب الشعب نوابه.. ويفوضهم سلطته وشرعيته.. ليمنحوا بدورهم الثقة للسلطة التنفيذية، يراقبونها ويشرعون لها. ويبقى الشعب عبر مؤسسات الرأي العام مراقباً ومحاسباً عمل السلطات. فالتفويض مقيد باشتراطات وعهود وتوقيتات ومبادىء لاسيما البابين الاول والثاني.. في برلمانية وديمقراطية ولامركزية واتحادية النظام.. وحماية الثوابت الدينية والوطنية، وحقوق وحريات المواطنين والجماعات.. واستقلالية القضاء وتداول السلطة، ومنع تدخل القوات المسلحة فيه، وفي الشؤون السياسية، الخ. وستتآمر السلطات على نفسها قبل غيرها، عندما تتلاعب بالتفويض.. وتستخدمه لتحويل المقيد الى مطلق، والمؤقت الى دائم.. او العمل لادستورياً واخذ ما ينفعها وضرب ما يقيدها. فالسلطات –قبل غيرها- هي المطالبة الايفاء بتعهداتها والالتزام بحدود ولايتها.لاشك هناك ثغرات دستورية وقانونية.. وقد يخطىء الناخب الاختيار.. وقد لا تكون السلطة التشريعية والهيئات المستقلة والقضاء بالكفاءة المطلوبة.. رغم ذلك لا يحق لاحد قلب القاعدة والاساس الذي استفتي عليه الشعب.. وجعل نفسه وصياً على الامة والدولة وخياراتها. فهنا يكمن الفرق بين حكم الدولة والفرد.. والمؤسساتية والشخصنة.. والدستورية واللادستورية.. والديمقراطية وانظمة اخرى. فالرأي بمفرده لا يكفي، ان لم يتلازم مع اطارات وسياقات وقواعد ينظمها الدستور.. الامران متلازمان.. والا ستعم الفوضى.. ولن ينفع توجيه الاتهامات وتحميل الاخرين، شركاء وغيرهم، المسؤولية. فهذا اسلوب السلطة والقوة المجردة عن ضوابطها واطاراتها، التي تدمر، في النهاية، نفسها وغيرها.. وتخسر حصانات الشرعية وقوة الشعب والدولة ومؤسساتها الدستورية.. لمصلحة منطق يغرق الجميع في التسقيط والاتهام والالغاء والمؤامرة والتمرد، الذي يخدم الارهاب والتخلف. عادل عبد المهدي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك