المقالات

الرقص على اشلاء الضحايا!


عادل الجبوري

لااعتقد ان بلدا مثل العراق يعيش كل هذه الماسي والكوارث والويلات، ويتصرف سياسيوه ومن بأيديهم زمام الامور، ووسائل اعلامه-لاسيما الرسمية منها-وكأن ازهاق كل هذه الارواح وسفك كل تلك الدماء يحصل ليس في بلد اخر وانما في كوكب اخر!.في اي بلد من بلدان الدنيا، من تلك التي تحترم الحكومات نفسها وتحترم مواطنيها وتشعر بثقل واهمية المسؤولية، لو حصل جزء مما يحصل في العراق من ماسي وكوارث وويلات لتم اعلان الحداد العام، وسادت اجواء الحزن، وغابت اجواء الفرح.ولان العراق بات يشكل استثناء في كل شيء فأنه في الوقت الذي تحصد عشرات السيارات المفخخة ارواح المئات من الناس الابرياء، وتقطع اشلاء المئات، لانجد مظاهر الحزن والالم الا لدى من طالتهم نيران الارهاب الدموي الاجرامي، وماسواهم غير مستعد ان يغادر اجواء فرحه، حيث الانا تعشعش في اعماق نفسه وقلبه وروحه، دون ان يفكر ولو قليلا ان لهيب النيران الذي يحرق اليوم اناسا في بلده ومدينته والشارع الذي يسكن فيه يمكن تطاله غدا او بعد غد.في الوقت الذي حصدت السيارات المفخخة ارواح الناس الابرياء في ثاني ايام عيد الفطر، لم يطل علينا اي مسؤول سياسي او امني ليقول انه مقصر وانه يتحمل جزءا من المسؤولية، ويعلن تنحيه عن منصبه، ولم تكلف قناة العراقية الفضائية الممولة من المال العام ان تضع شريطا اسودا كأشارة الى مشاركتها العراقيين المنكوبين احزانهم، ولم تكلف نفسها ايقاف برامج الرقص والغناء والفرح والسرور، ولم يوعز كبار اصحاب القرار الى المسؤولين التنفيذيين فيها الى التوقف عن توزيع العيديات على منتسبي الدفاع والداخلية، ليلتفتوا الى واجباتهم ومسؤولياتهم الحقيقية.من يتابع قناة العراقية الفضائية لايشعر انها الوسيلة الاعلامية المرئية الاولى في بلد لايكاد يمر عليه اسبوع الا وتصطبغ اسواقه وشوارعه وملاعبه ومقاهيه بألوان الدماء.حصة ضحايا الارهاب الدموي من ساعات بث العراقية الفضائية، دقائق قليلة في نشراتها الاخبارية ليس الا، لتبقى مسيرة الرقص والغناء ومظاهر الابتذال الاخرى قائمة لاتوقف فيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك