المقالات

سهام حرملة والاتجاه المدفوع الثمن


علي العطواني

من حق اي وسيلة اعلامية مهما كان لون او طابع او شكل توجهها ان تؤمن لنفسها مصادر تمويل مناسبة مع الثورة الاعلامية التي يشهدها العالم وارتفاع تكاليف واجور وجودها في هذه الثورة المكلفة وضمان استمراريتها فيها ،ومن حقها ايضا والذي لايمكن لاحد الاعتراض عليه تنويع تلك المصادرسواء بالترويج لمنتوج او لجهة او لطائفة او لطريقة ولكن تبقى للمعايير المهنية الثابتة والواضحة التي تغلف جميعها بضرورة مراعاة الاخلاق وعدم التجاوز على الحريات والمساس بالاخر مهما كان ذلك الاخروفق النظرية الاجتماعية التي تقر بأنهاء حريتك حال بدء حرية غيرك.ومن حق وسائل الاعلام ان تتحول الى قوس يرمي السهام باتجاهات محددة يرتجى من ورائها فائدة عامة تصيب اهدافها بدقة من اجل ان تقضي على سلبيات واخطاء وتشخص مواطن الخلل لكي تعم الفائدة وتتضح الحقيقة من اجل خدمة اكبر شريحة فنحن مؤمنين ان ه لا يوجد من بين تلك الوسائل وصلت الى ارضاء كل الاذواق والاتجاهات والمشارب فلابد من وجود من يتقاطع او لا يفضل تلك الوسيلة او تلك ولكن قياس مدى نجاح تلك الوسيلة يحدده عدد من استطاعت ان ترضيه وتقنعه بما تطرحه.

و حينما تتحول تلك الوسيلة الى قوس يخطْئ الاتجاه ويصيب الهدف الخطأ ولا يسدد بأتجاه الهدف المفروض اصابته فذاك خلل ينبغي اصلاحه وهو ليس معيارا لفشل وانما يمكن ان يكون اساسا للتصحيح وتدارك الخطا بنجاح مشهود ، ولكن حينما يكون ذاك القوس معروضا للبيع لاستخدامه لرمي السهام المسمومة بالاتجاه الخطأ والاصرار عليه فبئس القوس وبئس السهم وبئس الاتجاه.ليس صحيحا ان تكون وسائلنا الاعلامية والتي ينظر لها الناس على انها تمثل وجهات اعلامية رصينة او تتبع لجهات معروفة بوطنيتها ان تنزلق لما انزلقت اليه الوسائل المأجورة لتكون بوقا رخيصا ينفخ فيه من لايجيد النفخ باتجاه من اخلص ونذر نفسه لخدمة الوطن والدين فمثل اولئك ينبغي لتلك الوسائل ان تدعمهم وان تناصرهم لمواجهة الهجمة الشرسة التي يشنها الاعداء لا ان تزيد عليهم السواد وتساهم لترمي سهام مسمومة باتجاه قلوب واجساد وارواح اخلصت لاهداف طالما تبجحت تلك الوسائل بأنها تدافع عنها نتيجة دراهم بخسة مهما علا رقمها سرقت من اموال هذا الشعب لتهدر بطريقة ينطبق عليها المثل الشعبي (اموال الخسيس تذهب فطيس) فمن المعروف ان سهام حرملة بن كاحل لم تقطع نزاع القوم بل ساهمت في ايضاح الحقيقة ومدى المظلومية التي كان يمثلها اهل البيت ومدى الظلم الذي كان يمثله اعدائهم فيامن بعتم انفسكم لسهام حرملة عودوا لرشدكم وصححوا من اتجاه سهامكم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك