المقالات

الخوف من التغيير ...!


فلاح المشعل

تراجع السياسيون المجتمعون في أربيل صيف 2012 عن خطوة سحب الثقة عن حكومة المالكي ، لم يكن بسبب نقص أصوات البرلمانيين ، ولابدافع غياب البرنامج ، أو من يكون البديل ..! السبب برأيي هو الخوف الذي يتجذر في عمق طبقات الوعي لدى السياسي العراقي من السلطة ، وعدم التعرف على ثقافة التغيير ، إثر تاريخ من العبودية للحكومة او معارضتها ، اما مسؤولية التغيير وإرساء تقاليده في الحياة السياسية فهو لم يزل بعيدا عن ثقافة ووعي السياسي . تأجيل سحب الثقة من المالكي جعل الشعب والسياسيين ايضا يتحملون خسائر إضافية بالأرواح والدماء والأموال والوقت . خوف السياسي من السلطة يقابله تشبث الحاكم بإستمرار بقائه في ملذاتها وإمتيازاتها وتأثيراتها الأخلاقية والنفسية ، مع إختلاف نمط تكوينه او مرجعياته و بنيته السياسية والثقافية ، ولم يكن غريبا ان يقول نوري المالكي تعبيره البائس (ماننطيها ) رغم أنه جاءها عبر آليات أختاره لها البرلمان العراقي، واذا تذكرنا مقولة الدكتاتور صدام الشهيرة ( جئنا لنبقى ) التي اتخذها البعث منهجا ..، فإن الفارق يكاد يختفي في ظل الشخصين الحاكمين وتفاعلهما مع السلطة ...! الخوف من التغيير يتأكد عبر حقيقة مفادها ؛ ان ماحدث بعد 2003 من استبدال السلطة والنظام السياسي في العراق جراء الإحتلال الأمريكي ، لن يتجاوز السطح او القشرة الخارجية التي استبدلت أسماء المرحلة السابقة وعناوينها وجعلت الحكم يتحول الى نمط جديد من الإستبداد والدكتاتورية والطائفية السياسية عبر صناديق الإنتخابات . واذ تتذرع السلطة الحاكمة بأنها تملك شرعية وجودها عبر أصوات الناخبين او البرلمانيين ، فإنها تخسر كل الشرعيات التي تمثل المعيار الحقيقي للحياة الديمقراطية وأهمها الواجبات المعروفة تاريخيا مثل الأمن والحماية والعيش الكريم والخدمات . السلطة التنفيذية في العراق اصبحت تتغول وتهيمن على بقية السلطات التي ينبغي ان تكون مستقلة ، رغم إنها فاقدة للشرعية العملية والجماهيرية والوظيفية ، تغول السلطة يأتي جراء خوف الطبقة السياسية منها رغم إنها سلطة فاسدة وتتستر على الفاسدين واللصوص والمجرمين والكذابين ، وعاجزة عن توفير الأمن والخدمات ولاتتورع عن اضطهاد الشعب وتهديده بالميليشيات وأوامر الإعتقال . من هنا نمنح العذر للمواطن الذي لايجاهر بفكرة التغيير ، بعد ان عجز عن ممارستها قادة سياسيون يمثلون كل مكونات الشعب العراقي في إجتماع أربيل صيف 2012

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك