المقالات

الترقيع ألسياسي!!


حسين الركابي

عندما نقراء بعض الحوادث في التاريخ يتبادر إلى اذهاننا انها من الخيال أو من اساطير الاولين. فقد كانت هناك امراه طاعنة في السن عندها ثلاثة اولاد، وتعيش في البادية وحب ابنائها في قلبها متفاوت كان يكون الكبير 50% والوسط 75% والصغير 100% وفي يوم تعرضت تلك البادية إلى سيول جارفة نتيجة الامطار الغزيرة، وقد رفضت إن لا تغادر ذلك المكان بعد إن قدمت لها مساعدة من الكثير، حتى بدأت السيول ترتفع يوما بعد اخر ثم اصبح الخطر محدق في حياتهم، فوضعت ابنائها الكبير تحت اقدامها حتى تنجوا هي وأولادها الآخرين، وفي اليوم التالي ازدادت السيول ايضا وضعت الابن الوسط حتى تنجوا هي وابنها الصغير التي وضعته على رئسها منذ عدة ايام، وفي اليوم الثالث ازدادت تلك السيول حتى اوشكت على مفارقة الحياة، فوضعت ابنها الصغير تحت اقدامها حتى جفت السيول ونجت من الموت بعد إن انتهى ابنائها الثلاثة، وإذا بحيوان مفترس يداهمها حينها تذكرت ما الذي عملته انها قتلت امة بالكامل بقرار خاطئ، والتزمت بالرأي، والقرار الفردي، والغير مدروس. ما اشبة تلك القصة بالعولمة السياسية اليوم التي ضربت العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وجعلت العالم ضمن دائرة الصراع والقتال الطائفي والقومي والحزبي بسبب القرارات الخاطئة والغير مدروسة، والتي تريد إن تصعد على اكتاف الآخرين من اجل السلطة والتسلط على المجتمع والعالم بأسره. اما فتح مثل هكذا مشارب إلى تلك الجماعات الطامعة بالتسلط والهيمنة على الآخرين، والتي بدأت بعد انهيار عتاوي السياسة وعروش الضلال، حيث دأبت الكثير من الاحزاب والشخصيات العربية والعراقية على التنصل من المسؤولية، وإلقاء التهم على الآخرين، والاستمرار على ادامة ذلك المفهوم الخاطئ الذي سرى في جسد ألامه العربية والإسلامية كالنار في الهشيم. إن حزب الدعوة اتخذ ذلك الاسلوب منهج ودستورا له، وهذا ما اثبت لنا على ارض الواقع خلال العشر سنوات المنصرمة بعد سقوط النظام ألبعثي، والتي ابتدأت بسلام المالكي وزير النقل، ومرورا بفلاح السوداني وزير التجارة سيئ الصيت، ووصولا إلى كريم وحيد صاحب الوزارة التي اخذت من ميزانيات العراق أكثر من 40 مليار دولار، وإلى علي الدباغ وصفقت السلاح الروسي، وحسين الشهرستاني الذي حاز على لقب كلانديزر العراق، وأخيرا وليس اخرا عزة الشاهبندر عراب دولة القانون، والذي هبت رائحته النتنه في الأمس الأول بالتطاول على مقام المرجعية الدينية في النجف الاشرف، ولم نرى موقف رادع حقيقي من قبل حزب الدعوة اتجاه هذه الاسلوب المراهق والطائش، وإنما فقط تبرير للمواقف وترقيع في العملية السياسية وفي القرارات والمواقف...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك