المقالات

مراجعة عصرية لـ 110 «آل عمران» ‏.


في موروثنا الكلامي نعتبر أننا المعنيون بما أنزله تعالى من قول" كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وهو إعتبار يحتاج الى وقفة ودليل، سيما ونحن ثقفنا أنفسنا على أن اليهود وهم غرماؤنا التاريخيون، أحفاد قردة وخنازير..

وفي وقفتنا التأملية هذه، تكون هذه المعادلة صحيحة إذا كنا فعلا  "خير أمة أخرجت للناس"بإتمامها بما يليها من كلام له تعالى: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110- (آل عمران)‏.. لكننا لن نستطع إتمامها، ودون ذلك خرط القتاد، فنحن لسنا بقادرين على الإتمام لما يترتب على ذلك من إلتزام وإيمان وعمل وجهد ومثابرة، وهي مفردات قد غادرتنا منذ قرابة 1400سنة..أي بعيد نزول هذه الآية بقليل..!

فعشية محرم الحرام عام 61 للهجرة تعين على " خير أمة أخرجت للناس"، أن تقبل فاجرا فاسقا ليتسلط على رقابها، والحقيقة أن شطرا كبيرا من هذه الـ"خير أمة أخرجت للناس" قبل قبولا إيجابيا بما جرى، وتعامل معه على أنه إرادة إلهية، وأن هذا الفاجر الفاسق خليفة الله تعالى وظله في أرضه، وأن طاعة الحاكم واجبة على "الرعية" فسق أم فجر، بل وبايعته على أنه أمير المؤمنين، بإعتبار أن المبايعين هم المؤمنون..!..والنتيجة أن دهماء رعاع قبلوا أن يكونوا خولا وعبيدا لذلك الفاجر الطاغية، وفرحوا بتلك العبودية وصفقوا لها جذلين طربا، وشكروا الله تعالى على نعمة العبودية للفاجر الفاسق!..

ولأن السنخ من بعضه، ولأن الأمة تتعامل مع النص على طريقة "ولا تقربوا الصلاة" دون أن يتموها بما بعدها: :وأنتم سكارى"..بقيت هذه الأمة تتغنى بأنها "خير أمة أخرجت للناس"..وتكلس عقلها وتجمد ليعيد إجترار أربع كلمات من 110- (آل عمران)‏، ومحت من ذاكرتها بقية الكلمات السبع عشرة:" تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"..وهي مفارقة سمجة، أن نتمسك بالخمس ونترك الأخماس الأربعة المتبقية لأن فيها عبارة لوينا وجوهنا عنها كشحا فتعامينا عنها لأنها تصفنا بما فينا حقا: وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"....

لكن ونحن نصر على ترك ذلك المتبقي من 110- (آل عمران)‏..نزا على ظهورنا أحفاد القردة والخنازير اليهود غرماؤنا التاريخيون، تماما مثلما نزا على ظهور أسلافنا فاجر فاسق مثل يزيد قبل 1373 عاما..

كلام قبل السلام: المسافة بيننا وبين مخالفينا كبيرة جدا، نحن نرى وهم يشمون..نقف على أكتاف عمالقة، ولذلك "نبصر" الأشياء البعيدة..ويقفون تحت أبط أقزام ولذلك لا يرون إلا ما تحت الأبط و "يشمون" رائحته..!

سلام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك