المقالات

بعد البصرة والناصرية ..بغداد تتظاهر على المالكي


حيدر عباس النداوي

لم يتوقع متظاهري ساحة التحرير في قلب العاصمة بعداد ان تتعامل معهم الاجهزة الامنية التابعة لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بهذه القسوة والغلظة والبطش لانهم كانوا يعتقدون ان بغداد تعيش الحالة الديمقراطية.. ومن أبجديات هذه الديمقراطية حق التظاهر الذي كفله الدستور كما انهم "اي متظاهري بغداد" غرتهم اجواء التظاهر في الناصرية والبصرة التي كانت شفافة وطبيعية على ما يبدوا وكانت القوات الأمنية تحافظ على المتظاهرين بعكس ما حدث في ساحة التحرير وقد غاب عنهم ان التظاهر في بغداد خط احمر لان التظاهر في المحافظات لا يهدد كرسي الحكم بصورة مباشرة اما في بغداد فالتظاهر تهديد مباشر للمالكي ولكرسيه وان الديمقراطية وحق التظاهر السلمي كلمات مبهمة يمكن تفسيرها بالف لغة ولغة اذا ما وصل الامر الى العظم.واستمرار التظاهر في محافظات البصرة والناصرية والتحاق العاصمة بغداد جاء على خلفية تدهور الوضع الامني في بغداد وهذه المحافظات والذي تسبب بخسائر فادحة في ارواح العراقيين وصلت الى اكثر من الف شهد والفين جريح في شهر واحد وهو شهر تموز والذي عد من اكثر الاشهر دموية على مدار خمس سنوات مضت اضافة الى ما شهده البلد من انتكاسة مدوية في الملف الامني اعتبرت الاسوء وهي الهروب الجماعي لقادة تنظيم القاعدة وعتاة المجرمين من سجني ابي غريب ،كما ان التظاهرات جاءت على خلفية استمرار تردي الوضع الخدمي والصحي وانعدام الكهرباء في وقت احوج ما يكون فيه الناس الى الكهرباء وهم في موسم الصيام والحر معا.والتظاهر علامة صحيحة ومطلوبة في حراك الشارع العراقي للحصول على حقوقه المسلوبة والمغيبة رغم وفرة الاموال وضياعها بسبب الفساد والفاسدين ..كما ان التظاهر يمثلا ردا مباشرا على جميع الذين يتهمون الشعب العراقي بالانبطاح والبلادة وعدم الشعور بالمسؤولية ويعتبرونه شعبا خاملا ولا يرقى الى شعوب المنطقة وكما هو الحال بالنسبة للشعب المصري الذي نجح في تغيير حكومته مرتين وفي غضون سنتين.ان ما شهدته محافظات البصرة والناصرية من مطالبات بتوفير الامن والخدمات قد جاء باكله وثماره عندما توجه وزير الكهرباء الى هذه المحافظات وتعهد بتوفير الطاقة الكهربائية خلال ايام وهذا يمثل انتصارا لارادة المواطن اما في بغداد فالملف معقد وشائك ولا يمكن حل جميع نقاط الخلاف بتظاهرة شارك فيها العشرات او المئات لان بغداد تحتاج الى تظاهرة تزلزل اركان المنطقة الخضراء وتعيد الوعي الى الماسكين بملف الامن والخدمات حتى تنجح في مهمتها وتحصل على نتائج مرجوة وحقيقية.ان تظاهرة ساحة التحرير ستكون الشرارة التي تنطلق منها براكين الغضب التي ستزلزل اركان المنطقة الخضراء اذا لم تسارع الحكومة الى وقف اخفاقاتها وتسارع في حماية العراقيين وتقديم الخدمات المطلوبة لهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-08-05
الم يعد واضحاً بعد عندالشعب العراقي نوع الحكومة والحاكم الذي يحكمه؟ المسألة منذ مدة ليست بالقصيرة اصبحت بديهيةعند المثقف الواعي والممارسات التي تدعوك لليقين بأن هذه الحكومة دكتاتورية وهمجية ومتعنجهة كثيرة .كما هو حال اخفاقاتها في جميع الملفات كثيرة فقد اطبق المتابع العراقي الواعي والحصيف ان هذه الحكومة باتت غير قادرة على معالجة ابسط الملفات وهي قضية المتظاهرين واقصد بالمعالجة الحضارية الواعية من خلال الاستماع والعمل على الاصلاح بأعتبارها افضل الطرق لايصال الصوت للمسؤول لابالاضطهاد او التنكيل
ابوا حيدر
2013-08-04
أخوتنا الأعزاء هناك حقيقة ذكرها القرآن المجيد وهي { ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار } هاي وحدة والثانية قوله تعالى { وسكنتم مساكن الذين ظلموا وتبين لكم كيف فعلنا بهم } ودولة الرئيس وجماعته أرتكبوا وفعلوا الأثمين الأولى قربوا الظالمين من أعوان النظام البائد فأخذوا من طبعيهم ومثل متعرفون طبع الي بالبدن ميغرة غير الكفن والثاني سكنوا في المساكن التي كان يشغلها الدكتاتور والطاغية المقبور هدام العراق فأصبحوا من سنخه فلا تلوموهم اذا منعوا التظاهر او اعتقلوا المتظاهرين شبيه الشيء منجبذ اليه ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك