المقالات

صراع في أروقة الحزب .. !!


محمد الحسن

أن وجود زعيم الحزب على هرم السلطة , لا يبرر تواجد المفسد والفاشل في المواقع التنفيذية والتشريعية المهمة .. ليس ممنوع على أعضاء حزب الرئيس أن يتسنموا تلك المواقع , إنما حريٌ بهم أن يدفعوا بأصحاب الخبرات والكفاءات لإنجاح تجربتهم التي ساقها لهم القدر , ولعلها لا تتكرر .ترشحت أنباء تشير إلى معرفة عدة جهات وشخصيات " بسلسلة عمليات إرهابية تستهدف العاصمة ومدن أخرى , ومن تلك العمليات هروب السجناء " , وعلى رأس تلك الجهات جهاز المخابرات العراقي . ليس غريباً أن يحصل رجل المخابرات على تلك المعلومات , فهي متاحة لأبسط مواطن عراقي , وما راوية (صاحب الكشك) لحادثة أقتحام السجون , إلا تعرية لكل المؤسسات الأمنية العاملة في الدولة العراقية !! المتتبع لمجريات الأحداث في المنطقة , وتحديداً الشأن السوري , وأنعكاساته على الوضع الأمني العراقي يُدرك إن ما يحصل من تردي وشلل أصاب المؤسسة الأمنية ما هو إلا شيء طبيعي جداً , ولا يقع ضمن الصراع الطائفي أو السياسي الذي يروّج له من أعلى المستويات في الحكومة .. وبناءً على تلك المعطيات , صار من البديهي أن تعمل الدوائر المعنية بمهنية عالية وتضع خطط أستباقية للقضاء على تلك المخططات الإرهابية الرامية لديمومة أزمات المنطقة برمتها .ما حصل , ويحصل ,هو إرتداد في السلوك الأمني ( لدرجة غياب الشعور بوجود دولة قادرة على حماية نفسها ) . طالما تعكزت الحكومة على مبررات صارت مضحكة , يظهر من خلالها أن المعنيين تخبطوا بين أمرين لا ثالث لهما , الأول : هو عدم فهمهم لواجبات الحكومة تجاه البلد والشعب .. والثاني : أعتمادهم على سياسة التجهيل المتعمد للجمهور وتغييب دور الوعي الشعبي في تقييم الإداء للحصول على مكاسب أنتخابية , الأمر الذي يجعل الديمقراطية في خطر كبير .طريقة التسويف تلك تبدو متعمدة في أحيان كثيرة , بالمقابل لا يعقل أن يسعى رئس السلطة إلى أفشال تجربته التي تحدد مستقبله السياسي . مع وجود أشخاص ينتمون لحزب السلطة يُفترض أن يبذلوا الكثير في طريق حفظ الأمن , بيد أنهم فشلوا في الواجب .. هناك سببين لذلك الفشل , الأول : أن الحاكم لا يعلم بما يجري ويستند بذلك على تقارير كاذبة أوهمه بها قادة الملف الأمني (عدنان الأسدي و حسن السنيد), وذلك لأنعدام المهنية والكفاءة وتسليم الميدان لأشخاص منتفعين لا يدينون بالولاء للعراق الجديد .الثاني : أن هناك سعي من قبل قيادات الحزب الحاكم لإفشال رئيس الحكومة , نتيجة لوجود خلافات بين كبار قادة الحزب , سيما أن هناك معلومات تفيد بصعود كفة الغريم التقليدي للمالكي (علي الأديب) داخل الأوساط الحزبية , ويبدو أن الأديب نجح في إقناع الحزب بضرورة إبعاد المالكي الذي تسبب لهم بأزمات خانقة قد تطيح بنظرية (الحزب الواحد) .لا مجال للشك في مرحلة التقهقر التي يمر بها حزب السلطة , ونتيجة لغياب الدور المؤسساتي وربط كل شيء برجالات الحزب , فأن التأثير سيشمل جميع مفاصل الدولة .. لذا وجب على الكتل السياسية (مجتمعة ) اللجوء للمكاشفة والمصارحة والتأسيس لواقع جديد , وعلى الحزب القبول بهذا الواقع وعدم التعطيل تحت ذريعة "الشرعية" , فليس أقدس من الدماء المهدورة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو فراس
2013-08-01
نتمنى ان تاخذ القوى الوطنية دورها في الوطن وان لاتتهاون امام المرتزقة والذين يتشدقون باسم الدين ويسرقون الاموال ويتامرون مع الارهاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك