المقالات

الشمس لا تغرب عن القدس !


 

لأمد طويل سادت في الأوساط السياسية والإعلامية العربية نظرية مؤداها أن ثمة صراعا في المنطقة بيننا وبين الغرب، وأن جوهر هذا الصراع قائم على أن الغرب يريد ثروتنا فقط والنفط على وجه التخصيص منها، وأن الغرب لا شأن له بغير هذا، وأن بقية مظاهر الصراع ليست إلا إنعكاسا لهذا الجوهر..

ولسذاجة منظري هذه النظرية، فإنهم يذهبون الى ما ذهب اليه  سذج الشرق يقولون أن بريطانيا أحتلت الهند من أجل البهارات! ولذلك فأنه ـ أي الغرب ـ  يسعى للهيمنة على مقدراتنا مثلما سعت بريطانيا للهيمنة على الهند!، وأن الهيمنة اتخذت شكل الأستعمار..

والحقيقة وكي لا نظلم أصحاب هذه النظرية الأحادية التفكير، لا يسعنا إلا الإقرار بأن هذا تفكير صحيح الى حد ما، لكنه تفكير ناقص إن لم يكن قاصرا..فهو لا يعني إلا قراءة فصل واحد من كتاب، أما الفصول الباقية فقد أجلت قراءتها أو تم الأكتفاء بهذا الفصل..!

وحده الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه قرأ كل فصول الصراع، وحينما أنتهى من قراءتها، سمى الأشياء بأسمائها، ووضع يده على الجرح النازف: صراعنا صراع وجود لتناقض العقائد، ولأنه صراع وجود زرع الغرب الذي يريد إنهاء وجودنا جسما غريبا سرطانيا في أحشائنا، هذا الجسم الغريب أوجده الغرب الذي استحق أن يطلق عليه الإمام الراحل تسمية الاستكبار العالمي، لأنه كان وما يزال ينظر الى الشعوب الأخرى نظرة إستضعاف وإحتقار وتعال..

 لقد شخص الإمام الداء وأماط الثام عن وجه هذا الجسم السرطاني الخبيث"إسرائيل"، مثلما أماط اللثام عن وجه الغرب، فبدا على حقيقته قبيحا دنيئا قميئا أمام إرادة الشعوب. ولقد كان توقيت يوم القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان توقيتا أكثر من صائب ودقيق، ففي هذه الجمعة يكون المسلمون قد امتلأوا إيمانا، وتكون شحنات تشبثهم بقضية وجودهم ودورهم الإنساني على أشدها، بعد رحلة صوم شهر بأكمله تعودوا فيه على قهر ومجاهدة النفوس، وهم في هذه الجمعة أكثر ما يكونون مهيأين لصراع الوجود...

كلام قبل السلام: إذا لم تستطع أن تستشرف المستقبل أو أن تحيا الحاضر، فلا تأذن لشمس الماضي عنك أن تغيب !.

 

سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك