المقالات

الارهاب.. لن ننجح بدون "اخواننا"


تحقق نجاح مهم في النصف الثاني للعقد الماضي، ليس لضعف الارهاب، او لامتلاكنا اجهزة افضل وامكانيات اعلى، بل لاننا خطونا سوية خطوة للتصالح مع انفسنا ولبناء مستقبلنا، بعيداً عن الثأرية والطائفية.. وانحزنا لسياسة المصالحة التي نجحت نسبياً، وما زالت تمتلك فرصاً للنجاح، لولا تعصبنا واختيارنا منطق الازمات والاتهامات، لا لمواجهة اخطار، بل لتعزيز مواقع او للحصول عليها. لن نكسب المعركة ان لم نوحد صفوفنا وننتصر على انفسنا اولاً.. وسلسلة من الاجراءات والسياسات تطمئننا.. وتطمئن "اخواننا" انهم جزء طبيعي واصيل في هذه الدولة، وفي اعلى مقاماتها.. فلن تنفع الاعدامات والسجون ورشوة الناس وتحويلهم الى مخبرين وعملاء.. او فتح الملفات والاتهام بالعمالة والخيانة. لن ينفع استحضار الماضي لشحن النفوس وزيادة البغضاء.. ولن ينفع تحويل جرائم النظام السابق الى عقوبة جماعية لاخوان عانوا كما عانينا من الويلات.. فالنظام السابق جرب جميع هذه الامور معنا ومع غيرنا وفشل.. وسنفشل الان ان كنا سنكرر نفس السياسات.فالواجب ضمان حقوقنا وحقوق غيرنا وازالة اي شعور بالتهميش والعزل.. وان تتلقى المناطق وسكانها وزعاماتها وتنظيماتها السياسية والاهلية دعم الدولة وثقة المواطنين، بدون اصطفاءات لاغراض سياسية قصيرة.. ليس باعتبارها طرفاً اخراً، وكمنة وفضل وتنازل، بل باعتبارها جزء طبيعي واصيل.. وكحق وواجب ومسؤولية، ليس الا. وان نساعد المتورطين عفواً واصلاحاً وعدالة، وليس معاندات وبطولات ومزايدات، فنعجز عن تنظيم رؤية مشتركة في اهم القضايا التي لها علاقة بحياة الناس وامن البلاد.. وان ننفتح على دول الجوار، ونفكك التدخلات الضارة، ونحل الخلافات بروح ايجابية واخوية.. وان نفعل المشتركات والمنافع المتبادلة.سننتصر على الارهاب عندما تحقق الدولة الواثقة من نفسها السياسات اعلاه، دون تمييز لمذهب ودين وقومية.. وستكتسب الوقاية والسجون والعقوبة والمواجهة والخطط مصاديقها وفعالياتها.. وسيرى "اهلنا" المظلومون والمستباح دمهم على يد الارهاب، ان انصافهم "لاخوانهم" المظلومين والمستباح دمهم ايضاً هو لمصلحتهم وحقناً لدمائهم ودماء غيرهم.. وعزلاً للارهاب وقواعده وارضيته.. والعكس صحيح. فلنضع الامور في سياقاتها الطبيعية، ولنموضع اختلافاتنا في اطرها المناسبة دون مبالغات وتهويلات.. ونثق بحكمتنا وببعضنا.. ولا نعمم او نحمل غيرنا ما لا وزر له فيه.. ويتحمل كل منا مسؤولياته كاملة. فان غابت هذه الرؤية، وغابت معها الادارة الناجحة، فعندها لا نستغرب تكرار الكوارث والفضائح.عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك